الثورة – عبير علي:
استخدم الفنان بلال شوربة موهبته في الرسم ليعبر عن أوجاع وآمال الشعب السوري خلال سنوات الثورة، وفي حديثه لصحيفة “الثورة” يحكي عن رحلته الصعبة من شوارع دمشق إلى جدران المدن المدمرة، معبراً عن شغفه العميق في دعم قضايا العدالة والحرية من خلال فن الغرافيتي.
يقول: “أنا رسام غرافيتي، اكتشفت موهبتي في الرسم من خلال تجارب الثورة السورية، وتعبّر رسوماتي على الجدران المدمرة عن حالة الشعب السوري ومطالب الثورة المشروعة في تحقيق العدل والحرية والكرامة”.
بداية الثورة كانت نقطة فارقة في حياة بلال، حيث وظّف موهبته الفنية ليعبر عن مشاعره وأفكاره التي كان يأمل أن تسهم في نجاح الثورة. وبعد انطلاق المظاهرات السلمية، بدأ بمشاركة أفكاره من خلال الرسم على الجدران وكتابة عبارات ثورية.
في عام 2013، قرر ترك دمشق، والتحق بصفوف الثوار في مدينة داريا، وبعد عام من المعارك والحصار، ومع دعم صديقه الشهيد مجد معضماني، بدأ بلال تجربته الأولى في الرسم على الجدران، حيث اختار الجدران المدمرة لتكون لوحات تعبر عن أفكاره وتجارب الثورة ومعاناة الشعب السوري.رسم حوالي 30 جدارية في داريا، واستمر رغم تعرضه لإصابة خطيرة واستشهاد مجد، الذي كان دائماً يشجعه على الاستمرار مهما كانت الظروف. وبعد معاناة تهجر إلى إدلب، وانطلقت رحلة جديدة من الإبداع. اذ عمل مع فرق مختلفة ورسم بشكل مستقل، منجزاً خلال أربع سنوات نحو 50 عملاً غرافيتياً.
انتقل بلال بداية عام 2022 إلى تركيا بهدف الدراسة، لكنه واجه صعوبات بسبب عدم توفر أوراق رسمية، ومع سقوط النظام البائد شعر بدافع كبير للعودة إلى وطنه، فعاد إلى سوريا من اليوم التالي.
هو يؤمن أن الفن سلاح فعّال وقوي لدعم القضايا الإنسانية العادلة، ويطمح أن يكون شخصية قوية في هذا المجال، وأن يعبّر عن عظمة الثورة السورية والتضحيات الكبيرة وآلام الشعب الذي يحلم بالعيش في حرية على أرضه، بعيداً عن الموت والظلم والفساد، واستطاع العودة للرسم بعد التحرير في مدينة داريا، ليستكمل رسالته الفنية والإنسانية.
يمثّل بلال شوربة بفنه الثوري وموهبته الفريدة صوتاً قوياً لكل من يسعى لتحقيق العدالة والحرية في مجتمعه، رسوماته ليست مجرد ألوان على جدران، بل صرخات تعبّر عن الأمل والتحدي في وجه الظلم.