الثورة – جهاد الزعبي:
أكد مدير مؤسسة مياه درعا المهندس رياض المسالمة لصحيفة الثورة، أنّ المؤسسة تواصل حالياً تنفيذ 78 مشروعاً لمياه الشرب، بالتوازي مع قيام الضابطة المائية، بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي وممثلي المجتمع الأهلي، بتنظيم مئات المخالفات بحقّ مواطنين تعدّوا على شبكات المياه، وقاموا بريّ الأشجار والمحاصيل الزراعية وهدر المياه في الشوارع، وذلك ضمن حملة واسعة تشمل كافة أشكال الاستجرار غير المشروع، وستتم إحالة المخالفين إلى الجهات المختصة لمحاسبتهم وفق الأصول القانونية.
وأوضح المسالمة أن التعديات الكثيرة على خطوط الضخ والشبكات الرئيسة، تؤثر بشكل سلبي على وصول المياه إلى المواطنين، وتزيد من معاناتهم، حيث يقوم مزارعون في منطقة بساتين غربي طفس والخمّان وأراضي خربة غزالة بالتعدي على خطوط الضخ الرئيسة، بغرض ريّ الأشجار والخضار بشكل مخالف، ما يؤدي إلى خسارة نحو 200 متر مكعب في الساعة من إجمالي كمية الضخ البالغة قرابة 450 متراً مكعباً في الساعة من كل مشروع. ولفت إلى أن الحملة مستمرة بهدف حماية الثروة المائية والحدّ من الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية، مشدداً على اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، وقد تمّ منذ بداية العام الحالي تنظيم مئات الضبوط بحق المخالفين في مختلف مناطق المحافظة.
أزمة مياه حادة
وكشف المسالمة أن المحافظة تشهد أزمة مياه حادة، قد تصل إلى مرحلة الجفاف الكامل من جراء قلّة الهاطل المطري خلال السنوات الماضية، واستنزاف الآبار المخالفة للمياه الجوفية، ما أدى إلى جفاف بحيرات وينابيع وآبار مياه الشرب. بالتوازي مع ذلك، بيّن المسالمة أن المؤسسة تستنفر كل طاقاتها لتوفير المياه، من خلال ترشيد الاستهلاك وتأمين موارد مائية بديلة، عبر تأهيل وحفر آبار جديدة ضمن حملة “أبشري حوران”. منوهاً بأن الحملة تتوجه لتنفيذ 78 مشروعاً للمياه في مختلف مدن وبلدات المحافظة لسدّ حاجة السكان.
الموارد المائية تحذّر
في السياق ذاته، حذّر مدير الموارد المائية بدرعا، المهندس هاني عبد الله، من مخاطر الاستنزاف المتسارع والجائر للمياه الجوفية، معتبراً الآبار المخالفة السبب الرئيسي في تدهور الوضع المائي، إذ تسببت الحفريات العشوائية التي بدأت منذ العام 2011، في استنزاف كبير لمصادر المياه، بالإضافة إلى جفاف معظم سدود المحافظة، البالغ عددها 12 سداً.
وأوضح عبد الله أن آلاف الآبار المخالفة ساهمت بانهيار المخزون المائي، حيث كانت المحافظة قبل العام 2011 تمتلك نحو 4 آلاف بئراً مرخصة، وكانت غزارة المياه الجوفية والينابيع في وضع جيد، لكن بعد ذلك، قام مزارعون بحفر آلاف الآبار المخالفة، وتحويل مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية البعلية إلى مروية، في ظلّ الإهمال المقصود من قبل النظام البائد، الذي كان هدفه تدمير البلاد وتعطيش البشر.