الثورة – تحقيق جهاد الزعبي:
مؤشر عدّاد الموت جراء حوادث السير على الطريق الدولي دمشق – درعا وصل للمرحلة الحمراء، إذ لا يكاد يمرُّ يوم دون وقوع حادثين أو ثلاثة حوادث، تذهب ضحيتها أرواح مواطنين أبرياء، فما هي أسباب ازدياد تلك الحوادث، وما هي الحلول المقترحة لإيقافها، أو للحدّ منها؟
عدّاد بلون الدم
يقول مدير فرع المواصلات الطرقية بدرعا المهندس أحمد زين العابدين لصحيفة الثورة: يبلغ طول الطريق الدولي الرابط بين درعا ودمشق نحو 120 كم حتى حدود نصيب مع الأردن، ويعتبر شريان سوريا الرئيسي البرِّي مع الأردن ودول الخليج العربي ومصر، حيث تعمل مؤسسة المواصلات الطرقية على إجراء الصيانات الدورية لمسافات معينة منه حسب حالة جسم الطريق والإمكانيات المادية التي يتمّ رصدها في موازنة كل سنة، علما أن تلك الموازنات كانت سابقاً في عهد النظام المخلوع غير كافية لتنفيذ الصيانات المطلوبة، وبالتالي زادت الأضرار في جسم الطريق سنة بعد أخرى.
وبيّن زين العابدين أن الفرع – بالتعاون مع جهاز أمن الطرق – قام مؤخراً بإغلاق التحويلات الترابية التي أحدثها بعض المواطنين بين مسربي الطريق لاختصار المسافة، وذلك منعاً لوقوع الحوادث، ونسعى مع المحافظة والجهات المعنية، وحسب الإمكانيات المتوفرة، من أجل تأهيل وصيانة الطريق حسب المواصفات المطلوبة.
أسباب الحوادث
وحول عدد حوادث السير التي تقع يومياً على هذا الطريق أشار زين العابدين إلى أنه لا يكاد يخلو يوم من وقوع حوادث مؤلمة، حيث شهد يوم الجمعة (17 الشهر الحالي) ثلاثة حوادث راح ضحيتها ثلاثة أشخاص، منهم امرأة وابنها، جراء قيادتها السيارة بشكل معاكس للسير واصطدامها مع بولمان نقل ركاب ووفاة شخص من بلدة قيطة، وهذا السيناريو يتكرر في كل يوم. وكشف زين العابدين أن السرعة الزائدة وعدم الانتباه، والقيادة الرعناء دون رخصة سير من الأسباب الرئيسية لوقوع تلك الحوادث، حيث أصبحت السيارات الحديثة تغري السائقين لقيادتها بسرعات زائدة عن الحدّ المسموح به حسب قانون السير، وهذا أحد أهم الأسباب المؤدية الحوادث المرورية. وبيّن زين العابدين أنه – ومن خلال متابعة حركة سير المركبات على الطريق – تبين أن سائقي الشاحنات التي تنقل محاصيل زراعية وخضار من درعا إلى أسواق دمشق يعملون على زيادة حمولة الشاحنات فوق الحدّ المسموح به حسب مواصفات السيارة في مديرية النقل، وبالتالي زيادة الحمولة وعدم التقيّد بالمسرب الخاص بسيرها على يمين الطريق يؤدي لعدم اتزان السيارة ووقوع ما لا تحمد عقباه.
حملات توعية
بدوره أكد مدير النقل بدرعا المهندس مهيب الرفاعي أن إقامة حملات توعية شاملة بعنوان: “القيادة فن وذوق وأخلاق”، و “ونحن بانتظارك يا بابا”، و”حياتك تهمنا”، وتوزيع نشرات التوعية للسائقين أمر هام وضروري عبر حملات دائمة ووضع شاخصات توعوية إلكترونية على طول الطريق. وبين مدير النقل أنه من الواجب على كل من يقود سيارة إجراء الفحص الفني والصيانة السريعة للسيارة، من حيث جاهزية العجلات والمحرك والدوزان والتبريد، والفرامل وبالون الحماية، وحزام الأمان والأضوية والغمازات، وغيرها من أمور فنية هي أمور ضرورية قبل قيادة السيارة والسفر بها.
بمقابل ذلك تحدث لـ” الثورة” عدد من السائقين حول أسباب الحوادث من وجهة نظرهم ، حيث قال السائق محمد الرفاعي (سائق شاحنة خضار) أن الطريق بحاجة ماسة للصيانة والتأهيل والتوسيع، بمعدل مسرب جديد لاستيعاب كثافة حركة السير، بالإضافة إلى الحاجة الماسة لتخطيط مسارب الطريق بدهان فوسفوري ووضع عاكسات أرضية، ومعالجة التموجات في جسم الطريق، وتركيب إنارة بالطاقة الشمسية ووضع شاخصات تحذيرية عند المنعطفات والجسور والمناطق الخطرة والتموجات والمفارق مع الطرق الفرعية، حيث تكثر الحوادث بالقرب من جسر محجة، وجسر شقرا، وجسر إزرع، وخربة غزالة، وجسر جباب، وموقع الجامعات. وطالب السائق محمد الحايك، الذي يقود شاحنة تنقل الخضار إلى دمشق يومياً، الجهات المعنية بتفعيل مخافر شرطة المرور وأمن الطرق وتسيير دوريات جوالة، ووضع كاميرات مراقبة على طول الطريق، ووضع لوحات وشارات تحذيرية لتحديد السرعات، والتدقيق على رخص قيادة المركبات، وقمع ظاهرة الحمولة الزائدة للشاحنات، وإلزام الشاحنات والحافلات الكبيرة بالمسار الأيمن، ومنع التجاوز. أما السائق محمد الحشيش (سائق تكسي عمومي) فاعترف أنه تعرض لعدة حوادث بسبب قيادته بسرعة زائدة، وعدم الانتباه خلال السير.
أخيراً: نضع تلك المقترحات والمطالب برسم الجهات المعنية، ويؤكد واقع الحال وآراء الناس أن أسباب الحوادث لا تقتصر على سوء جسم الطريق فقط، وأنّ ذلك هو سبب من عدة أسباب، لابدّ من النظر فيها والعمل على تداركها بالسرعة الممكنة، حتى يقف عدّاد الموت المجاني.