ثورة أون لاين:
اعتقدت المعارضة السورية الخارجية ان باستطاعتها استثمار فائض القوة والنفوذ والمال لدى بعض الدول الكبرى وغيرها لتحقيق هدفها الاساسي المتمثل بالوصول الى السلطة ومع انخراط البعض منها في مشاريعها وتلوثه بالمال وغيره مما تم توريطه به من قبل اجهزة مخابراتها لم تعد اطراف المعارضة تلك قادرة على اتخاذ مواقف تخرجها من ارتباطها وارتهانها لها فوجدت نفسها فجأة وقد تحولت الى اداة لتنفيذ اجندة تلك القوى او مشاريعها بدل ان تحقق هي مشروعها المشار اليه لذلك كله نراها تبدو اليوم بدون وزن سياسي حقيقي وفاعل في اطار البحث عن حلول للازمة على الرغم من كل ما يطلقه بعض اطرافها من تصريحات ومواقف متشددة .
ومع تقلص حجم القاعدة الشعبية للمعارضة الخارجية سيما بعد ان اتخذت الامور طابع المشهد العنفي ودخول التنظيمات المسلحة بانتماءاتها والوانها ومرجعياتها المختلفة كفاعل اساسي في دوامة العنف اصبح الحديث يتركز حول القدرة على السيطرة على الحيز الجغرافي في هذه المنطقة او تلك على مساحة الاقليم السوري ليكون ورقة للمساومة السياسية او الابتزاز او ادعاء تحقيق نجاحات وهمية وتضخيمها عبر اعلام كان ولا زال جزءا اساسيا من الازمة ان لم يكن الفاعل الاساسي فيها ٠
لقد بدا واضحا للجميع ان هدف القوى الخارجية ومن خلال دعمها اللامحدود للمعارضة المسلحة وتزويدها بكل اشكال الاسناد والدعمواللوجستي وتسويقها خارجيا هو اطالة امد الازمة وتعطيل اية فرصة حقيقية للحل عبر الحوار السياسي الداخلي بهدف استنزاف القدرات العسكرية والاقتصادية والبشرية لسورية واحداث شرخ واسع بين افراد الشعب السوري بكل مكوناته بحيث لا تستعيد عافيتها الوطنية لعقود من الزمن بغض النظر عن شكل النظام السياسي القائم فيها وهو الهدف الاستراتيجي الذي سعى اليه الكيان الصهيوني منذ اكثر من ستة عقود من الزمن حيث كانت عقدته على الدوام وعلى لسان استراتيجييه وساسته التاريخيين هي جبهة الشمال لا بل انها جزء من سرديته التاريخية ووعيه الجمعي .
وباعتقادنا ان السؤال المهم لتلك القوى التي اججت النيران السورية هو كيف يستمر ذلك الحريق وما هي حدود حركته وما هي امكانية ان يبقى محليا دون ان يأخذ اتجاهات ومحاور اخرى وعلى ضوء تلك الاجابة يمكننا الحديث عن زمن لاستمراره او سعي حقيقي لاخماده وبظننا ان استشعار الخطر بامكانية امتداده الى مناطق اعتقدوها محرمة سيجعلهم اكثر جدية وسعيا للحل وهنا يأتي دور الفعل السياسي والعسكري السوري اساسيا وحاسما في ذلك ولعل ردود الفعل الاقليمية والدولية على تصريحات الناطق باسم الخارجية السورية عن رد الفعل السوري على اي اعتداء خارجي على سورية هو الدليل الحي على درجة مصداقية تلك الفرضية .
د . خلف علي المفتاح