فــي «الخصوصية» .. تبقى حلب!!

ثورة أون لاين- بقلم رئيس التحرير علـي قـاسـم: تمارس عملية استدراج المصطلحات سطوتها لتكون ذاتها رغم تباعد المعطيات واختلاف الظروف.. في كل المفازات والقطوع كانت التسميات تسبق الحدث، ثم ما يلبث أن يأخذ الضخ الإعلامي والتسخين السياسي والاستنفار الدبلوماسي تموضعه داخل حلبة التصعيد..

ونستطيع أن نجزم اليوم أن ما يُثار حول حلب وتلك القلوب «الناعمة والواجمة » «خوفاً وهلعاً» على ما «ينتظرها» تندرج في المنزلق ذاته مع فارق جوهري.. أن الضخ أضخم.. والدعم المالي وإيصال السلاح أوسع، وإحضار المرتزقة والإرهابيين يتم بالتكامل بين أطراف المؤامرة..‏

فخصوصية حلب التي لا نعتقد أن أحداً يجادل فيها تستمدها من وجودها ونسيجها السوري المتميز.. وهي تعني السوريين فقط.. وأي حديث في خصوصيتها للدخلاء أو المرتزقة أو غيرهم من أرباب الإرهاب والسلاح ومتعهدي أمر العمليات .. هو اصطياد في الماء العكر لا يقبله أي سوري.. ولا يرضاه تحت أي ذريعة ومرفوض في الشكل والمضمون.‏

لا ننكر أن بعضهم تطاول في كثير من مفرداته وقدم خطاباً سياسياً خرج فيه عن الحدّ الأدنى من اللباقة السياسية لكنه اليوم لا يكتفي بحشر أنفه وتورطه في دعم الإرهاب، بل يحاول أن يحشر رأسه ويقامر بمستقبله السياسي بعد أن هان عليه الجانب الأخلاقي والإنساني.‏

الأدهى أن يتحدّث عن تلك الخصوصية بهذه الفظاظة.. وأن تُدرج هذه الفظاظة في أحاديث وخطابات الإعلام وتنتقل عدواها إلى السياسة والسياسيين، والذريعة «انفطار» قلوبهم على تلك الخصوصية بفجاجة لا يستطيع عقل تقبّلها!!.‏

في التحريض والتجييش والفبركة نجد مناخاً تصاعدياً لا يتوقف.. وفي المبالغة والتهويل السياسي والإعلامي نرى اقترافات غير مسبوقة، ونلمس تجاهلاً وقحاً للوقائع لا يكتفي بغض النظر عنها، إنما يقلبها مصحوباً بتطبيل وتزمير وسط حالة من الهيستريا تصل في بعض الأحيان إلى حدّ الهذيان.‏

لن نجادل في بطلانها.. وهي الباطلة من أساسها وبكل معاييرها.. ولن نناقش في الدوافع والأبعاد وحتى الدلالات والاستنتاجات.. لكن لنتوقف قليلاً عند المشهد بما فيه من «خصوصية».‏

حلب تلفظ الإرهابيين والمسلحين والمرتزقة.. وحلب أيضاً تنفي إلى حدّ البطلان كل ادعاءات الكذب والافتراء، وكذلك هي الشاهد على هذه الهستيريا وحالة الهذيان التي تنتاب كل أطراف المؤامرة.. وهذا السعار التركي المحموم والمعبأ في ألفاظ ومصطلحات ومواقف السياسيين الغربيين.. وهذا الفجور في موقف مشيخات الخليج .. وتلك الصفاقة وهذا النفاق في حوامل التمدد الإرهابي.‏

والمعادلة المعتمدة هي بمعيار النتائج.. حيث الارتباك السياسي والارتجال الدبلوماسي دفاعاً عن تلك «الخصوصية» الموهومة في جوار بالغ في تورطه وصفاقته، ومارس أعلى درجات النزق السياسي والتي تترجمها حمى الانزلاق خلف فتات الأوهام المتبقية.‏

حلب الرافضة للإرهاب.. هي حلب المنتمية إلى شغاف الوطن.. المرتسمة في وجدان السوريين.. وعهدهم بها الأبية والعصية على المرتزقة والأجراء والقتلة.. كانت وستبقى غصّة في حلوق المتآمرين.. وسيستمر عجزهم يتفاقم لأن الدرس القادم من حلب لكل أولئك سيكون مختلفاً عن سائر الدروس السابقة.. وتجربتها ستكون مغايرة لكل التجارب.‏

ينتظر السوريون كلمة حلب الفاصلة وقد اشتدت أوزار حروفها.. وارتفعت هامات أبنائها.. وارتقت فيها أسطورة الوطن وقدسية الانتماء.. وينتظرونها أيضاً كي تكون الصفعةُ الموجهة للإرهابيين والقتلة والمرتزقة مغايرة لكل الصفعات التي سبقتها.. كي ترتسم الهزيمة النهائية على وجوههم.‏

أما ممولوهم ورعاتهم وصانعوهم فأذيال الخيبة ستلاحقهم في حلب كما لاحقتهم في غيرها ودفاتر تآمرهم التي انطوت غير مرة ستطوى وتواصل أوراق فتنتهم احتراقها .. من الجوار التركي إلى مشيخات الخليج مروراً بثالوث التآمر الاوروبي – الأميركي – الإسرائيلي.‏

a.ka667@yahoo.com ‏

 

آخر الأخبار
تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟ ارتقاء أربعة من حراس المنشآت النفطية في استهداف إرهابي بدير الزور ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة الأمم المتحدة: من المهم لسوريا ترسيخ علاقاتها مع جميع الدول زيارة الشرع الى موسكو.. تكريس جديد للعلاقة السورية - الروسية هل تكون جثث الرهائن الإسرائيليين حجة للاحتلال لمواصلة الحرب؟ "رواد الباشان" بين الدافع الأيديولوجي والتواطؤ الحكومي... مشروع استيطاني يتمدد في الجولان الشرع يبلغ بوتين أنه سيحترم كل الاتفاقات السابقة مع موسكو  العفو الدولية تطالب بالإفراج الفوري عن حمزة العمارين الانتهاكات الإسرائيلية ترهق المدنيين السوريين في حياتهم اليومية "الصليب الأحمر": تضافر الجهود الدولية لتأمين بيئة آمنة للسوريين  زيارة الشرع.. خطوة استراتيجية لضبط العلاقة مع موسكو