لحظات ما قبل الانتصار

ثورة أون لاين-أحمد ضوا: لم يكن مفاجئاً إعلان كوفي عنان المبعوث الأممي إلى سورية عدم رغبته في تمديد مهمته التي تنتهي في آخر الشهر الجاري، فالظروف السياسية والميدانية التي افتعلتها دول الحرب الكونية على سورية عقب مؤتمر جنيف كانت بهدف دفع عنان إلى إعلان فشل مهمته أو الاستقالة،

واختياره الرغبة بعدم تمديد مهمته تحمل بين طياتها رسالتين: الأولى رفضه الانصياع للدول التي كانت تضغط عليه لإعلان فشل مهمته، والثانية أنه لا حل للأزمة في سورية إلا سياسياً، وتصريحه بأن خطة النقاط الست ستبقى أساساً للحل توضح بشكل جلي رؤيته هذه التي اختار أن يعبر عنها بدبلوماسية تبقيه على مسافة من جميع الأطراف الراعية في مجلس الأمن.‏

طبعاً ليست المرة الأولى التي يوافق مجلس الأمن على خطة للحل وتقوم بعض الدول ذات العضوية الدائمة بعرقلة الحل لأنه لا يخدم مصالحها، ولكن الوضع المحيط بخطة عنان وموقف الدول الغربية والولايات المتحدة العملي منها يفضحان سياسة هذه الدول في التعاطي مع المؤسسات الدولية عندما لا تفضي قرارات هذه المؤسسات إلى تحقيق مصالحها وأهدافها ذات الصبغة التسلطية العدوانية الاستعمارية.‏

في الأيام القادمة ستتوضح الكثير من الأهداف الغربية – الأميركية لدفع عنان إلى الاستقالة، والهجوم سيكون على مهمة الامم المتحدة والخطة التي تبناها مجلس الأمن لإيجاد حل في سورية يقوده السوريون.‏

فما صدر من تصريحات أولية عن بعض وزراء خارجية دول الاستعمار القديم والجديد تعليقاً على استقالة عنان والتي تحدثت زوراً وبهتاناً عن مسؤولية «الفيتو الروسي الصيني» وعن البدائل – تقدم مؤشرات مهمة على الخطوات التصعيدية التي تحضر لها الولايات المتحدة التي لاتخفي السعي لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط وفقاً للمصالح الأميركية الغربية الصرفة.‏

وكذلك الأمر يستدل على ذلك من تحركات ومواقف بعض الدول العربية والإقليمية والحراك الإعلامي العدواني الذي دشن الطريق لإيصال عنان إلى الاستقالة، الأمر الذي يؤكد وجود توزيع للأدوار بين دول الحرب على سورية.‏

بالتأكيد إن استقالة عنان ليست نعية لوفاة «الحل السياسي بقيادة السوريين» كما يروج الإعلام المشترك في سفك الدم السوري، وهو ما عبر عنه عنان بصراحة، وكذلك الامر ليس انتصاراً لدول الحرب على سورية وأدواتها في الداخل والخارج، والموضوع كله مرتبط بثبات موقف سورية والدول الحريصة على القانون واستقلالية الدول والمؤسسات الدولية، وماصدر عن روسيا والصين في هذا الإطار إضافة إلى موقف دول بريكس ما هو إلا مقدمة لموقف أكثر صرامةً من هذه القوى العالمية بوجه الولايات المتحدة ومن في صفها.‏

إن الحرب الكونية على سورية دخلت مع استقالة عنان مرحلة البحث عن الفتات الذي ستتركه سورية وأنصارها مع الإعلان عن الانتصار القريب، وليس المقصود هنا بالباحثين المأمورين العرب والإقليميين الذين سيتفرغون لمواجهة تداعيات الانتصار، بل أميركا وبعض الدول الغربية التي ليس أمامها لتقاسم المصالح في المنطقة إلا الاعتراف بانتهاء سياسة القطب الواحد إلى غير رجعة وبدور سورية وموقعها الجيوسياسي.‏

هناك الكثير من المعطيات التي تؤكد الوصول إلى هذه الخاتمة الحتمية، وأبرزها المزيد من الانقسامات بين صفوف أدوات دول المؤامرة ونجاح سورية في لعبة عض الأصابع، ودفعها بكرة اللهب إلى أحضان مطلقيها، والأهم من كل ذلك اليأس الذي يضرب عميقاً في أوساط أولئك الذين اعتقدوا أن سورية كغيرها من الدول التي كانت مرتهنة لأميركا وإسرائيل.‏

إن سورية تعيش في هذه المرحلة لحظات ما قبل الانتصار، وإدراك جميع السوريين لهذه الحقيقة وتصرفهم على أساسها مهم جداً للاستفادة من المكاسب التي سيحققونها نتيجة لصمودهم الأسطوري بمواجهة هذه الحرب الكونية.‏

آخر الأخبار
الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير! حمص.. 166 عملية في مستشفى العيون الجراحي أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات