الملحق الثقافي- غسان كامل ونوس:
تُرى..
ما الذي قد تبقّى
من الحلمِ
بعد ارتعاشِ الأديمْ؟!
تُرى كم سؤولٍ سيشقى
وقد غار دفءٌ أليفٌ؟!
فهل ساد صمتٌ رجيمْ؟!
ينامُ الوجيعُ
على حشرجاتِ الدنى
ووقعِ انكسارِ المنى
ويسهرُ خلٌّ على نزفِ نزْعٍ
يجوب الحنايا
وظلّ الحكايا سراب
وطيف الرؤى في السواري يباب
وهجسُ المدارِ خَواءٌ مقيمْ
فنقّبْ عن النفَسِ المستباحِ
وعرّجْ على شاخصاتِ التنائي
أقمنَ الرجاء لفيضٍ رحيم!
*
يطوف المنادي:
أما من دليلٍ؟!
أما من ثغاءٍ؟!
أما من صدى؟!
ويهذي الركامُ:
استراحَ الرضيعُ بحضني
ويلغو الحطامُ:
يظنّ يديها تهزّ
وأغفت فحار الندى!
يقول الظلامُ:
تسلّى بجفني
يناغي غباراً
يداري دثاراً
وترحلُ عنهُ الأمومةُ
ترحلُ معه الأمومةُ
تمضي السلافةُ
صوب صقيع الردى
تُرى مَنْ ألدُّ شقاءً؟!
تُرى منْ أشدُّ بلاءً
دفينٌ تساوت لديه الطقوسُ
أمِ الحيّ في مرتجاهُ ينوسُ
وضاق عليه المدى؟!
العدد 1134 – 28-2-2023