عود على بدء..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم:
لم يكن مفاجئاً أن ترفض واشنطن المقترح الروسي للقيام بأعمال مشتركة ضد مواقع الإرهابيين، وتحديداً تلك التي تنتشر فيها «النصرة»، ولم يكن مستغرباً أن تشتري أميركا تحت هذا العنوان المزيد من الوقت وأن تبيع أيضاً بما يوازيه،

من خلال طلب المزيد من «الهدن»، و «المهل»، التي يُراد لها أن تخرج «النصرة» من دائرة الاستهداف حماية لها ولمن تحالف معها من التنظيمات الإرهابية التي ترعاها واشنطن في لائحة معتدليها.‏

الرفض الأميركي لا يتوقف في تداعياته عند حدود ما ينتجه من مؤشرات سلبية، تتجاوز حدود ومساحة ردّة الفعل على عداونيته، والرسائل المتناقضة والمتباينة التي تنطوي عليها، بقدر ما يبدو تمهيداً غير تقليدي لإعادة الأمور إلى المربع الأول، حيث ترتفع أسهم الأوهام التي تستعيد زخمها لدى المتورطين في دعم الإرهاب، وتستفيق على إيقاعها الأحلام المريضة بتحقيق ما عجزت عنه السنوات الماضية، وتتحول «النصرة» ذراع القاعدة في بلاد الشام إلى موضع خلاف على استهدافها، أو أن تكون خياراً لتأخير الاستهداف تحت بند تمديد التهدئة، وأن يصبح الإرهاب بمشتقاته وتسمياته على طاولة الانتقائية في مكافحته ومواجهته!!‏

من التسخين على الأرض والمدّ في التصعيد الإرهابي الذي يتفشّى في كل المواقع ومن دون استثناء.. إلى الـمُشغّلين الإقليميين.. وصولاً إلى التجنّي الأوروبي المستفحل بتمديد العقوبات على سورية لعام إضافي آخر، مروراً بإعادة النظر بالأجندات التي استلت أغلب بنودها مما كان مطروحاً في السنوات الماضية، تتهافت التعديلات التي تكاد تُخرج نَص مكافحة الإرهاب كله خارج السياق، بعد أن أخرجت تنظيماته، وتضع كل ثقلها لحماية ورعاية مُشغّليه الإقليميين، حتى لو اقتضى الأمر العودة إلى النبش في الأوراق القديمة التي تعيد التخندق السياسي والميداني وحالات الاستعصاء في الأفق السياسي إلى سابق عهدها، والتثاؤب المرير على حافة الهاوية في مواجهة تستنفر أدوات الماضي ووسائل الحاضر وافتراضات المستقبل.‏

ويترافق ذلك بحملة اعترافات أميركية وصلت حدّ الإقرار بصعوبة الفرز بين «النصرة» وشبيهاتها من «معتدلي» واشنطن، في رسالة مفادها الأولي أنها لا تستطيع ولا تريد، ومضمونها النهائي إغلاق باب النقاش حول المسألة، وأنه لا بد من التحضير للجولة القادمة بما تمليه من وتائر عنف وتسخين وتصعيد متعدد الأشكال والنماذج، ومن ضمنه القرار الأوروبي الجائر، فيما جنود أميركا المستشارين تحوّلوا إلى عناصر إضافية بشارات غيرهم، وكانت الاستجابة الأميركية للاحتجاج التركي رسالة إضافية بأن التصعيد مع تركيا ليس ضمن أهداف أميركا، وأن استيعاب المخاوف التركية يقتضي المساومة عليه سياسياً، عبر مدّ الدور التركي المتهالك في دعم الإرهاب بالمزيد من عوامل البقاء والاستمرارية، بعد أن وصلت الأمور إلى حدّ البدء بالمراجعة إن لم يكن الاستدارة في البحث عن عوامل الأمان التركية الغائبة حتى اللحظة عن الحسابات الأميركية.‏

الخلاف مع الأميركي لم يعد حكراً على الفشل في تحديد لائحة التنظيمات الإرهابية، ولا على رفض تسمية «جيش الإسلام وأحرار الشام» كفصيلين إرهابيين بالتوصيف والواقع، ولا في دفاعه عن «النصرة» ومكوناتها وهو يستعين بعودة دور قطر إلى الواجهة، حتى لو كان من باب المصالحات بين التنظيمات الإرهابية، بل في مقارباته التي تستل حضورها من العلاقة التي تربطه بالإرهاب في تفسير فج ووقح، وحاجته إلى الإبقاء على زخم الدعم التركي ومهمته الوظيفية المفصلية في العلاقة مع الإرهاب.‏

هذه المقاربة تعني عملية نعي رسمي بالبنط العريض وقد خطّته اليد الأميركية علناً للتهدئة ووقف الأعمال القتالية، وأي تعويل على غير ذلك لا بد أن هناك من اشتبه الأمر عليه، وأي رهان على نية أميركية فعلية بمكافحة الإرهاب يدخل في طور الوَهْم أكثر مما يحاكي الواقع، فالأمور وصلت إلى نهايات محسومة، ومحاولة استدراج الوقائع إلى غير موضعها الطبيعي وصلت ذروتها، وحسم الخيارات قادم لا محالة، وكلما تأخر يوماً سيكون فرصة إضافية للإرهابيين للتملُّص من العقاب، وإطالة في غير موضعها لعمر وجود الإرهاب وبقاء داعميه في تخندقهم خلف أجندات وهمهم وأحلامهم المريضة.‏

عَوْد على بدء يصلح ليكون اختصاراً لكل العناوين المتهافتة لتستقر وحيدة في أفق المواجهة القائمة، أو لتستفرد بتداعياتها.. وما قد يحمله قادم الأيام، بما يعنيه ذلك من إعادة تموضع وتخندق إضافي لما تراكم من تجارب السنوات الماضية، وما شهدته تحولات وتطورات الأيام الأخيرة أو أسابيعه في أبعد تقدير، حيث المربع الأول لم يعد قادراً على استيعاب بديهيات العودة إلى ما قبله، بدليل التعمّد الأميركي بإشغال العالم في جهات الأرض الأربع، فيما أوروبا تلحق الركب بالتعبير عن عجزها في عقوبات تدرك حدود ومساحات العوَز السياسي فيها..!!‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية