الثورة – ثناء أبو ذقن:
يفتتح غداً معرض دمشق الدولي بعد انقطاع دام خمس سنوات، حيث تتكاثف الذكريات والمشاعر وتتزاحم لتشكل ذاكرة السوريين مع فعالية عاشت معهم سنين طويلة امتدت على المساحة السورية والعربية والدولية.
معرض دمشق الدولي العريق أبصر النور عام 1954 وسط حضور سياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي على أرفع مستوى رافقته فعاليات فنية واقتصادية متنوعة جذبت أكثر من مليون زائر آنذاك.
ومنذ ذلك الحين أصبح المعرض حدثاً سنوياً بارزاً يجمع بين التجارة والثقافة والفن، ويُعد نافذة لسورية على العالم على مر العقود.
شهد المعرض مشاركة العديد من الدول والشركات، ما عزز مكانة دمشق مركزاً اقتصادياً وثقافياً في المنطقة. بالنسبة للسوريين، يمثل المعرض جزءاً من الذاكرة الاجتماعية والاقتصادية، إذ كان يتيح فرصة للاطلاع على أحدث الابتكارات التجارية والتقنية، إلى جانب الاستمتاع بالعروض الفنية والثقافية المتنوعة.
هذا العام تنطلق في دمشق فعاليات المعرض بنسخته الـ 62 خلال الفترة الممتدة من 27 آب الحالي حتى 5 أيلول، بمشاركة أكثر من 800 شركة محلية وعربية وأكثر من 225 شركة أحنبية
تمتد مدينة المعارض على مساحة مليون ومئتي ألف متر مربع، منها نحو 70 ألف متر مربع مغطاة بأجنحة، و65 ألف متر مربع مساحات مكشوفة للعرض، تشمل أجنحة دولية وخاصة ووطنية، إضافة إلى جناح للصناعات اليدوية التقليدية.
مدينة المعارض توفر مرافق متكاملة، تشمل مركزاً للوفود الرسمية وكبار رجال الأعمال والمستثمرين، وجناحاً مجهزاً للصحفيين، ومواقف سيارات تتسع لأكثر من ثلاثة آلاف سيارة، إضافة إلى 350 ألف متر مربع من المساحات الخضراء، ومركزاً صحياً، ومركز إطفاء، ومحطة كهرباء، ومحطة ضخ وتحلية مياه خاصة، لضمان سير الفعاليات بأمان وراحة وبمشاركة عدة شركات.
شركة الحموي للمطافئ إحدى تلك الفعاليات المشاركة وأجرت تحضيراتها اللازمة، وفي ذلك يقول الفني عيسى غزال نقوم حالياً بتجهيز مكان العرض ونحن شركة طفايات لدينا جناح دائم في كل معرض ولم نتخلف عن المشاركة في أي عام وتشمل هذه التجهيزات الرفوف و(الستاندات) والإضاءة وتوزيع المعدات وترتيبها بالشكل الأمثل لتكون جاهزة للعرض.
أما العامل محمود عبد الرحمن فهو من الفنيين المشاركين في مجال الإنارة والتكييف للمعرض ذكر أنه كانت له مشاركة قبل خمس سنوات وهذه المشاركة الثانية ضمن فريق كهربائي ضخم، وأفاد أن العمل متواصل ومجهد لإنجازه بالوقت المحدد بسبب مساحة المعرض الكبيرة وعدد الأجنحة الكبير أيضاً. وفيما يخص الإضافات والتنويعات بموضوع الإنارة وهو ما يعرف بـ (العروض الفنية للأضواء) فهو فن قائم بذاته يتطلب دارات وكابلات وورشات وعمالاً وخبرة وجهداً كبيراً جداً لتخرج لوحات فنية جميلة تبهر الزائرين.
إن المتجول في أروقة وساحات المعرض يرى الحركة المستمرة والدؤوبة والنشاط الكبير لمعظم العاملين في تجهيز أجنحة المعرض في الوقت المحدد.
ومن المفيد بالذكر، أن أهمية المعرض تمتد للأبعاد الثقافية والحضارية، إذ يسمح للعالم بالاطلاع على الإرث السوري والإبداع المحلي، ويعكس قدرة السوريين على البناء والتجدد رغم التحديات. ويؤكد أن تجمع المستثمرين والشركات الدولية في مدينة المعارض يشجع على تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة، ويفتح المجال أمام المشاريع المشتركة الاستثمارية، مما يعزز دور المعرض كجهة فاعلة لإعادة النهوض الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.