ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
يتحمس المسؤول عند انتقائه، وتدب في ضلوعه روح الوطنية وأنه قادر على إحداث "قفزة" في المجهول…!!
لا ينام… ولا يجعل أحداً ينام… سيطور ويحدث… وسوف يتبع نهج العمل المؤسساتي… وسينتقي أشخاصاً أكفاء
ليشاورهم من مبدأ "من شاور الناس شاركهم عقولهم"…
وما إن ينتهي من تقبل التهاني وتوزيع أكاليل الزهور والورود الاصطناعية والطبيعية في مكتبه ومداخله الثلاثة حتى يأتي دور "البطانة"…
البطانة التي لا شغل لها إلا التفكير بآلية الحصول على "الرضا".. والثقة..!!
يبدؤون "بجلد" المسؤول الذي سبقه… وهم أساساً كانوا من بطانته…!!
هؤلاء ينطبق عليهم المثال "في كل عرس لهم قرص"..!!
هنا يتغير نهج المسؤول… ويبدأ بالإصغاء وينسف كل ما قام به سلفه ليبدأ من الصفر.. وينسى العمل المؤسساتي والروح الوطنية والقفزة التي كان مصمماً على "قفزها" ويكتفي "بالتعرج" يمنة ويسرة اعتماداً على "تعرجات" بطانته!!
من هنا نكتشف لماذا تبقى مؤسساتنا ووزاراتنا تراوح بالمكان ولا تتقدم خطوة واحدة لا بل تعود إلى الوراء خطوات وخطوات…!!
إذاً هي انعدام الثقة بنفس ذلك المسؤول وعدم قدرته على اتخاذ القرار واعتماده بالمطلق على أشخاص ربما لا يهمهم سوى تلبية مطامعهم الشخصية وتكديس ثرواتهم والحفاظ على حظوتهم..!!
هو الفساد في نهاية المطاف… فالفساد ليس بالضرورة أن يكون مالياً فقط… هناك فساد إداري وأخلاقي واجتماعي وحتى نفسي…!!
الحاجة هنا تقتضي من الهرم التنفيذي مراعاة الانتقاء وإجراء الدراسات والمسوحات الكاملة لأي شخص مرشح لتحمل "مسؤولية"… لأن فشل أو نجاح هذا المسؤول سينعكس بالضرورة على الأداء الحكومي بشكل عام.