ثورة اون لاين :كلمة الموقع – بقلم خالد الأشهب
بالمنطق الصوري أو السياسي أو بمنطق الفكر السياسي العلمي والتجارب التاريخية للشعوب .. لا يمكن لأصحاب فكر ما أياً كان أن يعطلوا فكرهم أو يعيدون تشغيله وفق ميقاتية أو ظرف أو ذريعة ,وبالتالي لا يمكن لطلاب الديمقراطية والتعددية والمدنية ودعاتها ورافعي شعاراتها من السوريين , أن يشترطوا ديمقراطيتهم ومدنيتهم إلى أن « يسقط النظام « وفق دعواهم, وأن يمارسوا القتل والتخريب والديكتاتورية في مرحلة .. ثم ينقلبون إلى حملان مدنية وديعة في مرحلة لاحقة , وأن هذه مشروطة بتلك , وذلك مرتبط بذاك !
لعل هذا وتداعياته في فقدان الشارع السوري الثقة بالمتحدثين باسم المعارضة الديمقراطية إياها, كان وراء اللجوء السريع والمبكر لبعض أنصار هذه المعارضة إلى السلاح من جهة , وإلى التحالف مع جماعات إرهابية خارجية متطرفة لا تؤمن بالديمقراطية والمدنية من جهة ثانية , ولعله أيضا وراء انكفاء الشارع السوري عن هذه المعارضة ورموزها , وذهاب جزء منه في مسارات لا تمت إلى الديمقراطية والمدنية بصلة , فضلاً عن ارتهان فصائل أخرى للخارج ومشاريعه السياسية .
اليوم , وبعد أكثر من عشرين شهراً على الأزمة لا يكاد المراقب السياسي لما يجري يقتنع بأن ثمة معارضة سياسية سورية خالصة .. لديها برنامجها السياسي ورموزها وشارعها العريض داخل سورية , بل إنه يتأكد على مدار اللحظة أن الصراع إنما يدور بين الدولة السورية الشرعية وجيشها الوطني وشارعها السياسي العريض من جهة , وبين جماعات إرهابية محترفة انتقلت إلى سورية بمعونات وتسليح خارجي من جهة ثانية , وهاهي تدير معركتها الخاصة بإنشاء إمارة إسلامية هنا وثانية هناك على الأرض السورية .
بالتالي , لو أن ثمة معارضة وطنية سورية حقيقية وراء ما يجري , ترى بأم عينها وتسمع , لكانت انتفضت أولاً ضد الغرباء من القتلة والمخربين , ثم لقبلت بالحوار الوطني الشامل قطعاً للطريق عن هؤلاء الغرباء على الأقل , واسترداداً لمصداقيتها المفقودة في الشارع السوري .. أو كسباً لمزيد من هذا الشارع الذي يفترض أنه بيت قصيدها أولاً وآخراً !!