الحرب المفلسة.. وقاعها العفن!!…

الثورة أون لاين –  علي قاسم: لم يكن العقل البشري ولا منظروه الايديولوجيون بمقدورهم أن يتوقعوا أن العالم يمكن أن يشهد حرباً قذرة كتلك التي تدور أوزارها اليوم، حرب ما استثنت أداة وما تركت وسيلة ولامستنقعاً إلا ومارست فيه وعبره استهدافاتها، وحين تفشل هنا، تحاول الاصطياد هناك، وعندما تتكشف كذبة تحضّر أخرى، وبعد أن تحترق ورقة تلجأ إلى ورقة ثانية.‏ هكذا، على مدى أشهر الأزمة التي تشهدها سورية، كانت حربهم الكونية.. باتساع المساحة وتعدد الأدوات والوسائل وانخراط قوى وأطراف ودول، وفي تورط أجهزة وأشخاص ومؤسسات ومنظمات وتنظيمات، وفي اللجوء إلى كل ما يمكن أن يوقد هذه الحرب ويؤججها..‏ فكان الكذب والتضليل والتجييش والتركيب والافتراء، وتحول كل ماشهدته المنطقة، وربما العالم، على مدى سنوات ماضية مشاهد تصلح للفبركة ولصق التهم وتجيير الموقف خدمة لأغراضها.‏ كثيرة هي الافتراءات الفاضحة وكثيرة هي حالات التضليل التي تبين زيفها وكذبها، ومع ذلك تواصل آلة الحرب دورانها.. تمارس شهوتها في القتل والاستهداف إلى حدود غير مسبوقة، فإذا كانت كل حرب عدوانية مستهجنة ومرفوضة.. وكل أدواتها ومنهجها من منبت قذر، فإن في هذه الحرب ماهو أقذر مما استخدم في الماضي كله.. وفيه نبش في قاع ملوثٍ ومستنقع آسنٍ لم يسلم منه قطاع ولا مجال، لم يترك طريقة ولا أسلوباً.‏

من لقمة عيش المواطن السوري إلى حياته مروراً بكل مافيها من تفاصيل.. كان الاستهداف، وكان القصف السياسي والإعلامي والدبلوماسي.. جُيرت في سبيل ذلك أدوات وأجهزة، وأنشئت غرف عمليات على أعلى المستويات وفي أضخم مراكز الاستخبارات العالمية. كلما أفلست في قاع ذهبت إلى آخر أكثر دونية منه، وكلما فشلت في موقع استبدلته بآخر.‏

من المفارقات المريبة، أن تذهب هذه الحرب اليوم في استهدافها إلى القطاع الصحي في سورية، ومن البوابة المزعومة بعد أن باتت كل الأبواب موصدة بوجه هذه الحرب، وبعد أن أغلق السوريون كل المنافذ عليها.. بوحدتهم وبوعيهم وبتمسكهم بقرارهم المستقل.‏

نجزم أن لا أحد يجهل مدى تطور الخدمات الصحية في سورية، ولا السوية التي تقدم من خلالها هذه الخدمات.. حتى في هذه الأزمة كانت مثالاً حقيقياً على قدرتها الفائقة في التعامل مع الظروف الطارئة وبكفاءة عالية، في مختلف مراحل الأزمة، وهو مايشهد به القاصي والداني.‏

واستطاع القطاع الصحي أن يحافظ على وتيرة خدماته رغم المعوقات والصعوبات، واستهدافه اليوم يكشف عن قاع عفن آخر لجأت إليه تلك الأدوات.. أسلوب جديد لقادة الحرب الكونية بعدما أفلسوا.. وهذا الضخ الإعلامي والسياسي والدبلوماسي لايمكن لأحد أن يخطئ في قراءته ولا في فهم ما يخفي خلفه.‏

في كل الحالات، تستطيع أدوات الحرب أن تفرغ مافي جوفها من حقد دفين وأدوات رخيصة.. وتستطيع أن تواصل كذبها وافتراءها.. لكن السوريين الذين خبروا تلك الحرب وأدواتها وعرفوا أطرافها والمتورطين فيها بوضوح شديد.. لن تنطلي عليهم كذبة أو فبركة أخرى.. ولن يغفلوا عن البوابة الجديدة التي تعمل تلك الأطراف على فتحها.. ولا الممر الذي يريدون من خلاله التعويض عن فشلهم الذريع في كل «الممرات» السابقة.. لا «الإنساني» الكاذب ولا «الآمن» الواهم.‏

كان متوقعاً، أمام حالة الاستنفار، وبعد أن أحرقت الأطراف العربية المتورطة في المؤامرة مراكب عودتها وأغدقت من مالها الوسخ للإرهاب والتخريب والفوضى، أن يكون هناك المزيد من المحاولات.. وأن تكون أشد قذارة من السابق.. وأكثر حضيضاً.. لذلك كانت رؤية السوريين واضحة.. جلية خصوصاً أن الاستهداف هذه المرة جاء فجاً وبكذبة لايمكن لعاقل أن يصدقها.. فالحرب المفلسة في العادة تلجأ إلى قاعها العفن للنبش عن الكذبات الكبرى.. تغور إلى الحضيض.. كي تؤكد ذلك الإفلاس؟!.‏

a-k-67@maktoob.com‏

 

 

المصدر: الثورة

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر