ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
تحت الضغط… وللتخلص من (النق) اليومي… رضخت للأمر (رغم أنه ليس واقعياً)… واصطحبت (الضاغطة) و(النقاقين) لشراء بطاقة يانصيب… وأنا بالطريق دعوت ألا أجد (البياع)…
قابله دعاء جماعي أن يجدوه… ولأن دعاء الجماعة مستجاب كان (البياع) جالساً ومتجمهراً حوله (العباد) لشراء (ورقة الحظوظ)…!!
أتى دورنا.. وبعد تمتمات بالدعاء والتمني أن تربح (البطاقة).. انتقيناها..!!
هنا الفرح ظهر على الوجوه… والتفاؤل أيضاً… الغصة اعتصرتني عندما قالي لي (البياع المختار) ثمن البطاقة (1800) ل.س فقط لاغير…!!
علماً أن تسعيرتها (ألف ليرة سورية)…!!
فبادرت إلى السؤال (الغبي) ولماذا هذا الفرق بين (ثمنها) الحقيقي .. وبين الافتراضي…؟!
رد بتهجم هذا هو ثمنها… وإذا ماعجبك (بلّط البحر)..!!
ولأن (البلاط) غال… وخوفي من زعل (الداخلية) قررت أن انسحب ببطء.. والتزم الصمت (الجبان)..!! إلا أن تداعي الأفكار لم يفارقني .. ورحت أتساءل عن المسؤولية والواجب..!!
مسؤولية رجال التموين والأجهزة الرقابية.. والانفلات الأخلاقي والاجتماعي الذي ضغط على كل شيء..!!
ولا أعرف كيف أخذتني أفكاري إلى ذلك المتعهد الذي رسى عليه مشروع الصرف الصحي في إحدى المناطق.. وكيف يتلاعب بالمواصفات العقدية (بالتواطؤ والتوافق) .. الأمر الذي أكد لي سبب تلوث الينابيع والأنهار بسبب عدم موثوقية الشبكة وتغلغل مياه الصرف الصحي إلى تلك الينابيع والأنهار..!!
هنا لن ننسى في تداعيات الأفكار الفروقات السعرية بين محل وآخر.. وكذلك المحسوبيات في (التعهد).. والتوظيف.. والمناصب…
لا بل وصل (الجماح) في تداعيات أفكاري إلى الفساد الإداري والمالي الواضحة معالمه في معظم المفاصل..!!
حينها لم أجد نفسي إلا وأركل حجرة صغيرة برجلي وأركض وراءها على أطراف الطريق وأنا أردد (مافي نصيب).. الفساد تغلغل إلى النفوس وعُمم على المفاصل كما تغلغلت مياه الصرف الصحي ولوثت المياه (النقية)..!!.