ثورة أون لاين:
اغلقت وزارة التربية المعاهد والمدارس غير المرخصة والتي لا تحقق الشروط المطلوب توفرها في مدينة حلب.
أثار هذا القرار لغطاً وجدلاً واسعين بين الناس عن توقيته وأسبابه ولماذا اتخذ الآن وليس من بداية العام الدراسي أي قبل أن يسجل الأهل أولادهم في هذه المدارس ويدفعوا المال الكثير.
ذكرت هذه الحادثة لأدخل إلى موضوع المدارس والدروس الخاصة.
طبعاً وزارة التربية بررت القرار بتسرب التلاميذ من المدارس الحكومية والتحاقهم بهذه المدارس والمعاهد الخاصة.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتم هذا التسرب ليس في حلب فقط بل في كثير من المدارس الحكومية رغم ماتوفره وزارة التربية مشكورة من امكانيات كبيرة جدا حتى تسير العملية التربوية على احسن مايرام ,في ظل السنوات السبع العجاف التي تعيشها سورية وعلى الرغم مما ترتبه المدارس الخاصة والدروس الخصوصية من أعباء مالية كبيرة على الاسرة.
واللافت في ظاهرة المدارس الخاصة والدروس الخصوصية أنها قديماً كانت تقتصر على طلاب الشهادات بغية الحصول على درجات علمية تؤهلهم لتحقيق رغباتهم في الدخول إلى الجامعات أو الهروب من التعليم المهني.
أما الآن فقد أصبحت تشمل جميع المراحل من الأول الابتدائي وحتى البكالوريا… ظاهرة ملفتة حقاً وتستحق الدراسة والتمحيص .
ماذا حدث…؟! لماذا اصبح اغلب طلابنا يعتمدون على المدارس الخاصة والدروس الخصوصية ؟
هل أصبحت المناهج أكثر صعوبة اعجزت الطالب عن استيعابها , لذلك لجأ الى الدروس الخاصة…؟
هل أعداد الطلاب الكبير في الشعبة الواحدة هو السبب…؟
هل انصرف طلابنا عن طلب العلم إلى أمور أخرى…؟
هل ضعف العائد المادي للمدرس هو السبب الذي يجعله يدرس بالحد الادنى من امكانياته , وهذا ينعكس على الطالب الذي يخرج من الحصة الدرسية الا بالقليل من المعرفة يعوضها بالمدارس الخاصة والدروس الخصوصية.
يبدو انها جميع هذه الاسباب.
قد تكون المعاهد والمدارس الخاصة هي الحل الأقل سوءاً شرط تنظيمها وترخيصها وتوفير شروط استمرارها و تحديد أقساطها لآن اغلبها يوفر كادراً تدريسياً جيداً، وهناك صفوف نموذجية تساعد الطالب على الحفظ وهي اقل تكلفة من احضار المدرس إلى المنزل.
فلذلك لايمكننا ان نحجب الشمس بغربال ,لقد أصبحت هذه المدارس واقعاً لا يمكن الهروب منه وللمواطن الحرية في اختيار المدرسة التي تناسب أولاده سواءً كانت عامة أو خاصة.
ياسر حمزة