مقاربات من داخل سوتشي..

ثورة أون لاين -بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
يشهر سوتشي أوراقه التحضيرية إيذاناً ببدء مؤتمر الحوار السوري-السوري وسط أجواء لا يغيب عنها التفاؤل، وإن لم يكن كافياً للجزم بحتمية المخرجات التي تتبادر للبعض أنها قد تشكل تعويضاً، ولو متواضعاً عن الفشل في استهداف سوتشي وإخراجه عن سكته الصحيحة.

من الواضح أن جهوداً دبلوماسية تُبذل في أكثر من اتجاه، ليكون أي اختراق يتحقق في سوتشي صالحاً للبناء عليه لاحقاً، وسواء كان من قبل الأمم المتحدة التي تفتقد الحماسة المطلوبة، أم من خلال ما تطرحه الدبلوماسية الروسية من مبادرات سجلت حضورها الأول في آستنة.. وتؤكده اليوم في سوتشي، حيث تُجابَه بحرب من التسريبات المدسوسة التي لم تغيّر في واقع الإصرار على المضي قدماً.‏

من هذا المنظور تبدو المقاربات المطروحة أقرب إلى محددات أولية، تحاول من خلالها أن تُنتج بنية سياسية قادرة على النفاذ وسط الاستعصاءات الغربية الواضحة والجليّة، والتي لا تريد لسوتشي أو غيره تقديم أيّ حلول سياسية، بقدر ما تعمل على توظيفها في سياسة إضاعة الوقت، وهذا ما تترجمه محاولات العرقلة القادمة من عواصم غربية وإقليمية تحت مسميات مختلفة، تشكل في مجموعها إطاراً يحكم عمل منظومة العدوان، التي بالغت في تورّماتها وأوهامها، باعتبارها انطلقت من عوامل وأوراق كانت تعتقد إلى حد الجزم أنها قادرة على التأثير من خلالها، وربما الحسم المبكر لأي ناتج سياسي.‏

في المحصلة تبدو الأجواء المحيطة بسوتشي والمعطيات السياسية الموازية أنها أقرب إلى التسليم منها إلى المناكفة، وهذا لا يعني أبداً أن محاولات الاصطياد في الماء العكر هنا، وفي انتهاز الفرصة التي قد تسنح هناك، للتقليل من الحصيلة النهائية، أو في أقل تقدير منع مؤتمر الحوار السوري-السوري من أن يحقق الشروط الموضوعية المطلوبة للتأسيس للخطوة القادمة، باعتبار أن سوتشي ليس هدفاً بحد ذاته، بقدر ما هو وسيلة أو منصة أو تمهيد تتبعه خطوات لاحقة، ويمكن البناء الفعلي على مخرجاته.‏

في المشهد الموازي وربما المكمل لسوتشي ثمة الكثير من الإشارات التي تشق طريقها، وقد تتصدر في جزء منها مجمل الأسئلة المشروعة التي تطرحها الإشكاليات القائمة، حيث إن العوامل التي أدت إلى انعقاد سوتشي يمكن لها أن ترجّح كفة الخطوات اللاحقة، والتي تقوم في جوهرها على مقاربات حقيقية، أكدت من خلالها التخفيف من مساحة العامل الخارجي، وأتاحت الفرصة كي ينجح سوتشي في الانعقاد، ووفرت الإرادة الجدية التي افتقدتها المؤتمرات الأخرى أو المنصات الأخرى وغياب النيات المبيتة، وهي حصيلة لا يستهان بها.‏

سوتشي قدم رسالته التمهيدية الأساسية، وهي أن بالإمكان تجاوز الكثير من العقبات، والقائمون عليه يدركون أن هناك المزيد منها، والتي لا تقل خطورة وصعوبة، حيث يتحاور السوريون الذين يتطلعون في أغلبيتهم العظمى إلى أن تكون دمشق المحطة القادمة لهذا الحوار، وقد تكون هذه هي القناعة التي خلصت إليها آراء الكثيرين ممن هم داخل الحوار، وحتى ممن كانوا خارجه.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
سوريا: التوغل الإسرائيلي في بيت جن انتهاك واضح للقانون الدولي محافظ درعا يحاور الإعلاميين حول الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية جامعة إدلب تحتفل بتخريج "دفعة التحرير" من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وزارة الداخلية تُعلق على اقتحام الاحتلال لبيت جن: انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد أمن المنطقة شريان طرطوس الحيوي.. بوابة سوريا الاستراتيجية عثمان لـ"الثورة": المزارع يقبض ثمن القمح وفق فاتورة تسعر بالدولار وتدفع بالليرة دور خدمي وعلاجي للعلوم الصحية يربط الجامعة بالمجتمع "التعليم العالي": جلسات تعويضية للطلاب للامتحانات العملية مكأفاة القمح.. ضمان للذهب الأصفر   مزارعون لـ"الثورة": تحفيز وتشجيع   وجاءت في الوقت المناسب ملايين السوريين في خطر..  نقص بالأمن الغذائي وارتفاع بتكاليف المعيشة وفجوة بين الدخول والاحتياجات من بوادر رفع العقوبات.. إبراهيم لـ"الثورة": انخفاض تكلفة الإنتاج الزراعي والحيواني وسط نمو مذهل للمصارف الإسلامية.. الكفة لمن ترجح..؟! استقطاب للزبائن وأريحية واسعة لجذب الودائع  إعادة افتتاح معبر البوكمال الحدودي مع العراق خلال أيام اجتماع تحضيري استعداداً للمؤتمر الدولي للاستثمار بدير الزور..  محور حيوي للتعافي وإعادة الإعمار الوط... حلم الأطفال ينهار تحت عبء أقساط التعليم بحلب  The New Arab : تنامي العلاقات الأمنية الخليجية الأميركية هل يؤثر على التفوق العسكري لإسرائيل؟ واشنطن تجلي بعض دبلوماسييها..هل تقود المفاوضات المتعثرة إلى حرب مع إيران؟ الدفاع التركية: هدفنا حماية وحدة أراضي سوريا والتعاون لمكافحة الإرهاب إيران.. بين التصعيد النووي والخوف من قبضة "كبح الزناد" وصول باخرة محملة بـ 8 آلاف طن قمح الى مرفأ طرطوس