المدرسة والشارع.. أين المعلم…؟!

ثورة أون لاين- أسعد عبود
في بيان لوزير التربية أشار إلى أن نحو أربعة ملايين تلميذ وتلميذة دخلوا مدارس التعليم ما قبل الجامعي.. التربية.. بتفهم بسيط ومباشر لهذا الرقم يمكن أن نستنتج أن الشارع السوري الموجود تحت سلطة الدولة والإدارة الحكومية لا يقل عدد الذين يعيشون عليه عن 16 مليون إنسان..!

مشكلتنا القائمة اليوم ليست فقط ببقية أعداد السوريين الذين يعيشون بعيداً عن سلطان الدولة وإدارتها الحكومية، والذين لا يمكن حصر أوضاعهم وتوصيفها.. أبداً وبالمطلق.. ولن تتم هذه العملية إلا بالجهد الاستثنائي الصعب جداً حتى ولو تحسنت أوضاع البلد وعاد كثير منهم أو حتى معظمهم إلى الوطن.‏

سبق لي منذ بضع سنوات أن طالبت بمحاولة عمل ذاتية أهلية تطوعية لخلق مشاريع قنوات تواصل بحيث تبقى خيوط ربط بقدر الممكن تسهل بشكل ما محاولات تدخل مستقبلية للمِّ الشتات، يومها نشرت مقالتي على الفيسبوك ولم تلقَ إلى الاستغراب والرؤية المستهجنة لهذا التفكير الحالم… والـ (لايكات) بلا معنى، طبعاً لم يكن بمقدوري وسط الحالة السورية التي كانت وما زالت أن أنفي نسبة الحلم فيما عرضت، وكان تسامحي مع روحي قائماً على رؤية أنه حلم مشروع.. والحلم دائماً مشروع.‏

أعود لمشكلتنا القائمة التي وددت أن أقول إنها ليست في هذه الملايين السورية التي غادرت إلى المجهول مهما سعد عديدهم بفرصة عمل أو إقامة.. بل هي أيضاً في الملايين القائمة تحت سلطة الدولة وحكومتها.‏

في المدرسة والشارع ستقرأ هذه المشكلة الحياتية القائمة وتبدو دائمة.. لا المدرسة تحقق استراتيجية فعلية تربوية لبناء المستقبل لهذا البلد المنكوب وهذا الشعب المهدد، ولا الشارع يقرئك صفحات الأمل.‏

في المدرسة يفترض أن تزرع بذور الأمل في نفوس التلاميذ لتتوفر لهم ثقة جديدة بالحياة.. ليس بالخطب التي لم تدافع عن مجتمع التلاميذ والتربية يوم نخر الدود في كل شيء.. بل في طرق إعداد التلميذ وتربيته وتزويده بالمعرفة.‏

نظرياً هذا موجود أو مسطر كشعار ومبدأ وهدف.. لكن المدرسة كهدف والمعلم كرسول وأداة إلى الهدف لم يعد أي منهما يفي بالحاجة.‏

أقدر طبيعة الكارثة التي نعيشها.. وما أتمناه أن لا تفلت من أيدينا سبل إعداد بناة لسورية حقيقيين سيبدو دورهم ملحاً جداً يوم نبدأ البناء ليس كعراضة وتضخيم كرتوني بل كحقيقة ملحة بدونها سيكون الخراب، وأقدر أنه رغم كل شيء حافظت البلد على ما يصلح لإعادة البناء عليه.. لكن.. ليس بالأدوات والوسائل القائمة اليوم..‏

نعم إن وصول نحو أربعة ملايين تلميذ إلى المدارس هذا العام نقطة صالحة لالتقاط أنفاس الأمل.. رغم ملايين في سن التعليم لا نعلم لهم مصيراً.‏

لكن.. كي لا تهدد الفرصة مرة ثانية.. لا بد من المعلم.. وهو ليس ذاك البائس الذي لا يجد ما يعيش به وحسب.. بل المعلم المتفرغ ليراقب ويحلل ويحاول وفقاً لمقتضيات التجارب المجتمعية العالمية.. ولقواعد العلم والنيات الطيبة…‏

أين هو..‏

هذا بشأن المدرسة ولا بد من قراءة مستفيضة في شأن الشارع المحيط لأنه يشكل بيئة المدرسة، وهو أيضاً بأمس الحاجة للمعلم.. بل للمعلمين..‏

as.abboud@gmail.com

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة