ثورة أون لاين- عـــلي قــاســـــــم:
لم يكن العدوان الثلاثي الغادر حالة منفرة فقط، ولا هو من خارج القانون الدولي، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وتهديد واضح وصريح للأمن والسلم الدوليين فحسب، بل أيضاً كان يشكل حالة منفلتة لفائض القوة الطائشة التي تستخدمها أميركا مع فرنسا وبريطانيا،
ويعكس واقعاً مزرياً للعلاقات الدولية والنظام العالمي المختل نتيجة الهيمنة الغربية التي توقظ أطماعها الاستعمارية البغيضة وتحاول جاهدة أن تحجز لها مكاناً على خارطة الوصاية الأميركية.
فالمسألة تجاوزت حدود التوكيل لعملائها ومرتزقتها وإرهابييها، وباتت حالة قائمة بحد ذاتها من العدوانية التي تُبرز حجم الهزيمة لمشروعها الإرهابي من جهة، ومحاولة يائسة لتعويض ما يمكن تعويضه وسط مشهد لا يخفى على أحد، حيث وصل إلى سقوف عدوانية لم يعد بمقدور العالم أن يحتمله ولا أن يسكت عنه.
ولعل مشهد الصمود السوري الذي جاء صادماً لأدوات العدوان وثالوثه الإجرامي الفرنسي الأميركي البريطاني، كان الرسالة الأبلغ على فشل العدوان في تحقيق أهدافه الدنيئة في النيل من صمود السوريين وإرادتهم في الاستمرار بمحاربة الإرهاب، فما عجز عنه الغرب الاستعماري على مدار سبع سنوات ونيف لن يحققوه في عدوانهم الغاشم مهما كانت سقوف عدوانيتهم، خصوصاً أن الأهداف المرسومة تسقط واحداً تلو الآخر، وتتبدد محفظة أجنداته العدوانية وتسقط آخر الأوراق المحمولة على أكف عربدته.
فالسوريون منذ صباحاتهم الأولى، ومع فجر العدوان كانوا شهوداً حقيقيين على فشل العدوان ، جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش العربي السوري الذي تصدى ببطولة لآلة العدوان الثلاثي ومنعه من تحقيق أهدافه، فيما المشهد السياسي وارتداداته يرسم إحداثيات التداعيات التي بدأت بالارتسام شرقاً وغرباً.. داخل المنطقة وخارجها، وجميعها تؤكد أن هذا العدوان سيرتد في نتائجه على ثالوث العدوان وأدواته ومرتزقته.
من المعيب فعلاً استذكار الدور الخطير لخونة وعملاء ودويلات وظيفية مارست العدوان بالشراكة مع الثالوث المجرم، حيث يتكفل التاريخ بموقفهم ودورهم وموقعهم، وسيكون شاهد إثبات على أنهم كانوا جزءاً من الجريمة وجزءاً من آلة العدوان حين مارسوا هذا الدور المخزي بكل أبعاده ومخاطره الحالية واللاحقة، حيث العدوان لن يمر، والجناة لن يبقوا من دون حساب ولو طال الزمن.
قد يكون بمقدور الثالوث العدواني أن يمارس عربدته، وأن يذهب قادته إلى التذكير بحمقى كثر مروا عبر التاريخ.. وقد يكون بمقدور العملاء والخونة من المشيخات الخليجية ومن معها من دول سقطت أخلاقياً وسياسياً أن يلعبوا هذا الدور القذر.. لكن ليس بمقدورهم أن يوقفوا محاربة السوريين للإرهاب.. ولا أن يؤثروا على صمودهم وإرادتهم التي ظهرت بأبهى صورها وهي تقاوم العدوان بكل أشكاله، وتتصدى لآلته وتفشل مخططاته وأهدافه.
المشهد السوري مع بزوغ الفجر كان يحكي ما تعجز الكلمات عنه في صورة تمسك السوريين بالدفاع عن وطنهم، وثبات إرادتهم وصمودهم في وجه أعتى قوة غاشمة، متجاوزين غدر الخونة الذين اعتادوا على هذا الدور المأفون ودفعوا مسبقاً أثمان التكلفة لهذا العدوان، وسيدفعون لاحقاً أضعافه.
فيقين السوريين كان على الدوام أقوى من غدرهم وعدوانهم الآثم، وكما اجتثوا إرهابهم وأفشلوا عدوانهم سيواصلون دحر الإرهاب في معركة يدركون أنها لم تنتهِ بعد وسيستمرون في مقاومتهم وصمودهم، وهذا قرارهم الذي أكدوه مراراً وتكراراً على مدى سبع سنوات ونيف، ويؤكدونه اليوم في تصديهم لهذا العدوان بأدواته وأهدافه وأغراضه ومرتزقته وإرهابييه بوكلائه وأصلائه واحتياطييه.
a.ka667@yahoo.com