ثورة أون لاين- ياسر حمزة:
حسب دراسة علمية، فإن المعلومة الصحيحة تفقد 70 %من تفاصيلها عند وصولها إلى الشخص الخامس أو السادس، مما يدل على أن الشائعة سهلة النشوء وسهلة التركيب، فبمجرد أن يحاول شخص تعويض الفاقد من هذه التفاصيل فإن المعلومة نفسها، بتركيباتها الجديدة، تتحوَّل إلى شائعة.
وهذا غالباً ما يحدث حين يحاول بعض الأشخاص أن يصوروا أنفسهم أنهم أعرف أو أقرب من غيرهم إلى مصدر المعلومة. أما خطر الشائعة على المجتمع فيزداد كلما كان هناك من يغذيها عمداً، ليصل إلى أهدافه في التخريب أو الانتقام أو تشويه سمعة جهة أو جماعة ما. وتسمى الشائعة من هذا النوع حسب الدراسة الشائعة الزاحفة أو المتسللة، لأنها تُروجُ ببطء ويتم تناقلها همساً إلى أن يعرفها الجميع.
ومروجو هذا النوع من الشائعات لا يتوقفون عن نسج سلسلة من القصص الوهمية، ويستمرون في تغذيتها ونشرها إلى أن يبلغوا الهدف الذي ينتظرون تحقيقه من ورائها.
واللافت أن الشائعة وجدت لها مرتعاً خصباً في وسائل التواصل الاجتماعي ،التي أصبحت لا تُعد ولا تحصى ،من الفيسبوك الى تويتر الى الواتس أب الى الهاتف الذكي , باعتبار أن هذه الوسائل مفتوحة على جهات الارض الاربع, دون حسيب أو رقيب , ولذلك جاءت القوانين المتعلقة بالجرائم الالكترونية , بالإضافة الى تشكيل محاكم خاصة بهذه الجرائم في الوقت المناسب لضبط ما ينشر على هذه الوسائل باعتبارها المصدّر الوحيد للشائعات المدمِّرة، والمصدر الوحيد للذم والقدح .
وقد كشفت إحصائية صادرة عن فرع مكافحة جرائم المعلوماتية أن عدد الضبوط بلغ منذ العام 2014 وحتى نهاية الشهر الثالث من العام 2018اكثر من /1300/ ضبطا.
وفي إحصائية نوعية عن ماهية هذه الضبوط من شهر 6/2014 وحتى 20/4/2017 وعلى سبيل المثال لاالحصر تبين ان هناك:
25 ضبط ابتزاز (مالي- جنسي).
82 ضبط تهديد (قتل- خطف- نشر صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي).
131 ضبط إساءة وتشهير (سب وذم وقدح).
45 ضبط اختراق (تهكير حسابات).
38 ضبط إساءة لرموز الدولة ومؤسساتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم ذلك ستبقى وسائل التواصل الاجتماعي بمنزلة فضاء كبير مفتوح لكل شيء وليس للشائعة فقط، الى ان تطبق القوانين الخاصة بجرائم المعلوماتية بصرامة اكبر .