الثورة:
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد تصعيد عسكري بلغ ذروته عقب الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر، وأوضح ترامب في منشور له أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ خلال ست ساعات، على أن يستمر مبدئياً لمدة 12 ساعة، مشيراً إلى أنه سيُعلَن لاحقاً إنهاء الحرب رسمياً.
وهنأ ترامب الجانبين على ما وصفه بالشجاعة والقدرة على إنهاء الحرب، التي قال إنها كانت مهددة بالاستمرار لسنوات، وقد تؤدي إلى تدمير كامل للشرق الأوسط، وختم منشوره بعبارة: “حفظ الله إسرائيل وإيران”.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني كبير أن طهران وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار بعد وساطة قطرية، تزامنت مع اقتراح أميركي مباشر، أكدت الدوحة خلاله لطهران ضمان التزام الجانب الإسرائيلي.
وأفاد مصدر مطلع بأن رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أجرى اتصالًا مع القيادة الإيرانية لتأكيد موافقتها، في حين أبلغ ترامب أمير قطر أن إسرائيل وافقت بدورها على التهدئة.
وأشار مسؤول بارز في البيت الأبيض إلى أن ترامب تدخل شخصياً في الوساطة، حيث أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد ظهر يوم الإثنين، أفضى إلى تثبيت الاتفاق بشروط أبرزها التزام طهران بوقف جميع الهجمات المستقبلية.
كما كشفت رويترز أن فريقاً أميركياً ضمّ وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ونائب الرئيس جيه دي فانس، أدار اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع إيران لإنجاز الاتفاق. وكانت أكدت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية -منها “القناة 12” وموقع “أكسيوس”- أن قطر لعبت دوراً أساسياً في الوساطة بين إسرائيل وإيران، وذكرت أن أمير قطر بذل جهوداً مكثفة بالتنسيق مع الإدارة الأميركية لإنهاء التصعيد، وهو ما أشاد به ترامب لاحقاً في تغريدة على منصة “إكس” قائلاً: “أشكر أمير قطر المحترم على جهوده الكبيرة من أجل إحلال السلام في المنطقة”.
وتطرق ترامب إلى أن إيران أطلقت 15 صاروخاً باتجاه قاعدة العديد، أسقطت الدفاعات الجوية منها 13، بينما سقط أحد الصواريخ داخل القاعدة دون أن يسفر عن خسائر بشرية أو مادية، ووصف ترامب الهجوم بأنه “رد ضعيف للغاية” على الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت إيران النووية.
أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فأكد في تصريح نقلته وسائل إعلام إيرانية أن بلاده لا تنوي مواصلة الهجمات ما لم تستمر الاعتداءات الإسرائيلية، موضحاً أن القرار النهائي بشأن استمرار العمليات سيتخذ لاحقاً. وكانت إيران قد أعلنت أن الهجوم على قاعدة العديد، والذي أطلقت عليه اسم “بشائر الفتح”، جاء رداً على قصف أميركي استهدف منشآتها النووية الرئيسية في فوردو، نطنز، وأصفهان، وذلك بعد دخول الولايات المتحدة خط المواجهة المباشرة إلى جانب إسرائيل في الحرب المشتعلة منذ 13 يونيو/حزيران.
من جهته، أعرب نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس عن أمله في أن يكون اليوم “بداية جديدة ونهاية للحرب”، فيما أشار إلى أن الصراع أعاد رسم المشهد الإقليمي، وذكرت شبكة “ABC” الأميركية أن إيران أبلغت واشنطن مسبقاً عبر قطر بموعد الهجوم، وهو ما مكّن القوات الأميركية من الاستعداد المسبق.
وفي حل تم تطبيقه، يمثل الاتفاق الذي أُبرم بوساطة أميركية قطرية، لحظة نادرة من الإجماع الإقليمي والدولي لاحتواء تصعيد عسكري خطير بين خصمين تاريخيين، وبينما تبقى المخاوف من انتكاسة محتملة قائمة، يبدو أن وقف إطلاق النار – إن تم تثبيته – قد يفتح باباً لمفاوضات أوسع، ويعيد ترتيب أولويات المنطقة التي أنهكتها الحروب.