تطور عالم التكنولوجيا وتعددت وسائله بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية وقد أدى هذا التطور الى قصر المسافة بين أطفالنا والتكنولوجيا ,
حيث وصلت أناملهم الصغيرة اليها , فعبثوا بها, وامتلأت قلوبهم بحب المعرفة والإطلاع.
في عالم التكنولوجيا هذا لم يبقوا أطفالا يلهون في أزقة الطرقات , وإنما نمت عقولهم حتى أصبحنا نقول: إن أفكارهم وتصرفاتهم أكبر من عمرهم.
فكثيرا ما يفاجىء الأبناء آباءهم بقدرتهم الفائقة على التعامل مع التكنولوجيا بأنواعها المختلفة (بلاي ستيشن _خليوي _ انترنت) بشكل يفوق قدرة الآباء والأمهات.
إلا أنه ممالا شك فيه أن لكل تقنية حضارية وجهين أحدهما ايجابي والآخر سلبي..
وإذا أردنا الحديث عن الانترنت فلابد من طرح مجموعة من التساؤلات وهي: ما الفوائد التي يقدمها لأبنائنا وهل بات ضرورة لا مفر منها؟ أم تراه تحول الى سلاح يفتك بكل القيم والمثل التي نعمل على غرسها في عقول أبنائنا جيل المستقبل وغدنا الزاهر وما هو دور الأهالي في مساعدة الأبناء على حسن استخدامه بشكل صحيح؟
لا أحد يستطيع أن ينكر الفوائد الكبيرة للانترنت حيث بات مصدرا غنيا للمعلومات والمعرفة ، وأداة لتنمية شخصية أبنائنا وتوسيع مداركهم الفكرية , ومن المعروف أن الطفل يتسم بحب المعرفة والاكتشاف ، لذلك نراه يتسمر أمام شاشة الكمبيوتر باحثا عن كل جديد ،فهناك الكثير من المواقع المتوافرة ،اضافة لمواقع الدردشة الكثيرة، وما على المتصفح الا أن يختار ما يريد.
وعلى الرغم من أهمية الانترنت هذا المصدر الغني بالمعرفة والثقافة , إلا أننا لم نضع ضوابط حول كيفية تعامل الطفل معه ، وتغاضينا بمحض إرادتنا عن الساعات الطويلة التي يقضيها أبناؤنا في دهاليزه غير المنتهية ، وتناسينا أو نسينا بسبب انشغالاتنا اليومية والوظيفية معرفة المواقع والبرامج التي يشاهدونها ، ومدى تأثيراتها السلبية على عقولهم ونفسيتهم وخصوصا مع وجود مواقع مخلة بالآداب والقيم والمثل بشكل عام التي تربينا عليها ،أضف الى أن جلوس الأبناء الطويل أمام شاشة الكمبيوتر له تأثيرات سلبية على صحتهم ،ويؤدي لمشكلات نفسية واجتماعية ، حيث نجدهم يميلون للعزلة ويبتعدون عن القيام بأي تواصل اجتماعي أو نشاط رياضي، وهذه أمور يحتاجها الطفل في هذه المرحلة العمرية , مرحلة التكوين وبناء الشخصية.
دور الأهل في الاستخدام الأمثل
ينبغي أن يعلم الأهل أن منع الأبناء من استخدام الانترنت ليس حلا ، ولابد من العمل على ضبط آلية استخدامه بشكل لا يحرمهم المتعة والفائدة , وذلك من خلال تحديد أوقات جلوسهم أمام شاشة الكمبيوتر وتعريفهم بمواقع تعليمية و ترفيهية تناسب أعمارهم , وضرورة تخصيص وقت كاف لمناقشتهم بكل ما يتابعونه, كما يتوجب على الأهل أيضا العمل على بناء ثقة متبادلة بينهم وبين أبنائهم وكسر حاجز الرهبة, وإقامة علاقة صداقة جميلة معهم لكسب ودهم ، وإشعارهم بأهميتهم , وبالتالي اذا صادفوا وشاهدوا أي شيء غريب عن بيئتنا وثقافتنا نكون نحن مصدر الاجابة عن تساؤلاتهم بدل أن يلجؤوا لمصادر أخرى تقدم إجابات عشوائية لا تمت للحقيقة بصلة.
فادية مجد
التاريخ: الجمعة 3-8-2018
رقم العدد: 16753