على الرغم من اوهام النظام السعودي بحكم تحالفاته الحالية تحديدا مع الولايات المتحدة ومصالحه المتقاطعة مع عدد من الدول الأوروبية والذي يعتقد أنه بمنأى عن أي مساءلة أو محاسبة حاليا ،إلا أنه يدرك جيدا أن احتمال خضوعه لأي مساءلة في المستقبل يبقى احتمالا وارداً ويتطلب التحسب لهذا الأمر محاولة إجهاض وجود توثيق ذي مصداقية للجرائم المرتكبة في اليمن الأمر ما يفسر الحرب الشعواء التي يخوضها آل سعود على مجلس حقوق الإنسان.
ففي أواخر عام 2015 نتيجة تزايد سقوط الضحايا المدنيين جراء العدوان على اليمن طرحت هولندا مشروع قرار يدعو إلى إرسال بعثة لمراقبة وضع حقوق الإنسان في اليمن ورفع تقرير بشأنه مطالبة بأن يتركز التحقيق على «انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان منذ أيلول 2014 لكن الضغوط التي مارسها النظام السعودي كونه يقود تحالف العدوان أدت إلى سحب المشروع والاستعاضة عنه بمقترح سعودي لا يتضمن الدعوة إلى إجراء تحقيق وهو ما علق عليه «فيليب دام» من منظمة هيومن رايتس ووتش يومها بالقول «إنها فرصة ضائعة حقا ولفت إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة واجهتا الاختيار بين» العدالة والتحالف الاستراتيجي مع آل سعود «.
المشهد نفسه تكرر في عام 2016 هولندا تقدمت مجددا بمشروع قرار أمام المجلس يطالب الأمم المتحدة بإرسال بعثة تقصي حقائق من الخبراء إلى اليمن مكلفة بمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة لكن ومرة أخرى سخر النظام السعودي جهوده لإجهاض المشروع وعلى الأثر سحبت هولندا يومها المشروع لتَسقط مرة أخرى محاولات إطلاق تحقيق جدي في الانتهاكات الوحشية باليمن.
فهل يستمر الإفلات من العقاب في اليمن بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على بداية الحرب الوحشية على اليمنيين العزل سؤال يتكرر مع عودة ذكرى كل مجزرة حصلت منذ بدء تحالف العدوان بزعامة نظام آل سعود المدعوم من حلفيتها واشنطن لارتكاب مزيد من الجرائم بما في ذلك مجزرة القاعة الكبرى في صنعاء التي حلت ذكراها الثانية يوم 8 تشرين الأول والتي لا تزال توصف بأنها من أكبر مجازر الحرب العدوانية إذ راح ضحيتها أكثر من 800 شخص ما بين شهيد وجريح ومن بينهم أكثر من 24 طفلا .
لم تكن تلك المجزرة هي الأولى ولم تكن الأخيرة إذ شهدت مدينة صعدة في 9 آب واقعة قصف حافلة مدرسية تقل تلامذة راح ضحيتها نحو 40 طفلا وهو ما دفع مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة من أجل تطمين العالم بأن ما حدث لن يمضي من غير عقاب أو ربما لامتصاص الصدمة وتحويلها الى صمت عالمي لكن حصل أن مرت المجزرة كسابقتها بعدما أعلن النظام السعودي أنها شكلت لجنة خاصة للتحقيق في الواقعة.
وهذا ما يحصل طوال الوقت ومنذ بداية الحرب في اليمن من جهة يعهد لآل سعود بمسألة التحقيق في الجرائم التي يقومون بارتكابها ومن جهة ثانية تقوم السعودية بمحاولات واسعة لإيقاف تشكيل أي لجان تحقيق دولية محايدة للبحث في هوية الأطراف الحقيقية المرتكبة لتلك الجرائم فالمعركة التي تدور في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة منذ عام 2015أي بعد أشهر فقط من بدء العدوان السعودي على اليمن والتي تشكل النموذج الأكثر وضوحا لهذه السياسة الهادفة إلى منع توثيق ورصد حجم الانتهاكات والجرائم في اليمن والأهم طمس هوية المسؤول عنها.
ميدانيا : شن سلاح الجو اليمني المسير هجوما على معسكر عنبرة في الساحل الغربي بطائرة من نوع قاصف واحد كما دمرت القوة البحرية اليمنية زورقا حربيا تابعا لقوى العدوان قبالة ساحل ميدي و تم احباط هجوم لمرتزقة العدوان باتجاه منطقة عيد الشرقية في جبهة نهم فيما نفذت القوة المدفعية والصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية العديد من العمليات الهجومية على مواقع تحالف العدوان وأعلن مصدر عسكري ان الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنوا من احباط زحف عسكري واسع لقوات العدوان قبالة منفذ علب بعسير وذلك بغطاء جوي مكثف وتمشيط بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية ما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين في صفوفهم.
كما نفذ الجيش واللجان عملية هجومية باتجاه جنوب جبل النار أسفرت عن مقتل و اصابة العشرات من مرتزقة العدوان فيما استعاد الجيش اليمني عددا من المواقع التي تم تحريرها وتم إسقاط ثلاث طائرات تجسسية في منطقة وادي جارة بالقطاع نفسه .
بذات السياق دمرت العديد من الآليات العسكرية التابعة لمرتزقة العدوان ما أدى الى سقوط قتلى ومصابين باستهداف مدفعي للجيش اليمني على تحصيناتهم غرب التحيتا واستهدف قصف مدفعي يمني تجمعاتهم في الجبلية و أفشل الجيش واللجان محاولة تسلل للمرتزقة باتجاه تبة الرباح في العنين بتفجير على تجمعاتهم ما أسفر عن مقتل واصابة العديد في صفوفهم .
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 11-10-2018
رقم العدد : 16808