تضطرني وحشة الاخبار .. و يدفعني سأم الاستماع إلى تحليلات خدمة الكذب السياسي الممنهج على القنوات الاخبارية …إلى البحث عن مصادر أخرى للفرجة و التسلية و ما يمكن أن يفيد، الفرجة على الفضائيات و التعامل معها مقنعة ممتعة أكثر من تتبع مواقع التواصل الاجتماعي و ما يمكن أن يصلك على الشبكة العنكبوتية .. حتى و لو كانت توصلك بالفضائيات .. و هي دون شك تملك امكانات عالية جداً للتسلية والامتاع و .. التثقيف …
هناك خمسة أنماط من المادة الاعلامية الثقافية التي تقدم على الفضائيات شديدة التداول – كما أتوقع – في محيطنا ..و تقدم عموماً برامج منوعات فكاهية مسلية و ينحو بعضها إلى برامج ثقافية تأتي أحياناً لطيفة وغنية. و كثيراً ما تجد هذه البرامج على قنوات شاملة أي في الاخباري و فيها غير الاخباري ..
من ناحية الانماط هناك القنوات المصرية .. و التي تعتمد الاسلوب المصري في التقديم و اختيار الموضوع .. و هناك القنوات اللبنانية .. و هي أميل للبرامج الخفيفة الاستعراضية و كثيراً ما تنشد الاثارة .. ثم القنوات الخليجية و هي تعرض كثيراً من المواد المترجمة و المعدة بعيداُ عن الخليج .. و هناك القنوات الاجنبية الناطقة بالعربية .. و التي تتميز – بصراحة – بعمق و تماسك مادتها الصحفية الثقافية أكثر مما سبق..
النمط الخامس هي القنوات الاجنبية الناطقة بلغات غير العربية ..لمن يحسنون تتبعها و الاستماع إليها ،
الهروب من وحشة الاخبار على الفضائيات و سأم التحليلات السياسية خدمة للكذب .. إلى انماط الفضائيات هذه … تذكرني بقول المتنبي لسيف الدولة :
و سوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل ..
الثقافة على الفضائيات العربية .. كلاسيكية بحوار أفضل على المصرية .. و فكاهية استعراضية على اللبنانية .. و فاقدة لأي خصوصية على الخليجية .. اللهم باستثناء ثقافة الاعتداء على الثقافة .. حماية للآداب و الاخلاق .. و المشاعر العامة .. و أيضا ادعاء الحرص على التعليمات الدينية .. و هي بالأصل ثقافة مستوردة .. لا استطيع أن أمنح شهادات و لا أن أحجب درجات .. انما هي ملاحظات، أريد بنهايتها القول .. في هذه البيئة ثمة غابة من شجيرات تزخر بالرطوبة و العفن و الضجر .. و هي تترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لكل من يريد أن يكسب الخط و يقيم مؤسسة الاعلام و الثقافة الدائمة ..
لكن هل ثمة من يريد .. ترى بماذا يجيب الاعلام السوري ..
أجب بالنيابة عنه أنت عزيزي القارئ ..
as.abboud@gmail.com
أسعد عبود
التاريخ: الثلاثاء 18-12-2018
الرقم: 16863