شوك الهواجس

 

بين لحظات التوق والاتقاد، ودروب الوديان الغاوية ومفردات الجنون، شعرة لا تكاد ترى، عبر عنها أحد علماء النفس حين
قال: الجنون آخر مراحل العبقرية، وربما لو كان على قيد الحياة، لغيّر رأيه وقال: الصبر هو آخر مراحل العبقرية، الصبرعلى جراح ذوي القربى، صبرك على جراح تعرف من أشعل مديتها لتتسع، الصبر على من يقامر كاذباً ويتحدث عن الكثير، يقول ويقول، وبالمحصلة ليس إلا رياء وهباءً منثوراً، وكأنه بصوت عال يصرخ: اقتدوا بأقوالنا لا أفعالنا .
الصبر، نعم صبران كما كانوا يقولون، صبرعلى ألم بك، وصبرعلى ما تحب، أما ما ألمّ بنا فهو أكبر من احتمال صبر أيوب، وعما نحب فهذا أمر آخر، وكأن حالنا يقول: صبرت حتى ملنا الصبر، وبعد لا تفرغ الجعبة عما ينكد علينا، ويفتك بنا، أمره, أقساه، أمضه أنك تعرف أن كل ما يقال ليس إلا رماداً ورملاً، وأن الحقيقة غير ذلك، وأن ثمة من يصقل المرايا ويعدها لتكون قادرة على تحسين صورة هذا وذاك، ما أقسى أن تسمع وتعرف، ويعرف من يقرأ عليك مزاميره أن ما يقوله يجانب الحقيقة، لكن مرارة الصبر تغدو حلاوة، وتمضي وكأنك تنتظر أملاً، سراباً، وعداً، يأتي أو لا يأتي لا أحد يدري, سمّه غودو السوري، وهل العنقاء غير سورية ؟
من العنقاء إلى غودو إلى كل ما في مفردات حيواتنا، يغدو دليلاً على أن الانسان جبار حقيقي، قوته لاتقهر بصبره، بعناده بقدرته على ابتكار الحلول، لكنك على المقلب الآخر تسأل: ولماذا لا تبدو هذه القوة عند البعض ؟
هل الأمر بحث عن إبرة بقشة تبن ؟ بالتأكيد: لا، تفاجأ أن الكرة تعاد مرات ومرات، والمسوغات ذاتها، لاشيء يخطو بنا الى الأمام، نعود القهقرى، تقول هذا سوف ينصفنا بمكان ما، موقع ما، عمل ما، سوف يكون لنا رؤى واستراتجيات، ولكنك الحصاد وهم وسراب، ولا شيء إلا الإمعان بالصمت، وكأن القدر كتب علينا أن نساق إلى حتوف ليست في سجل مدارات حيواتنا، ولكنه بالصمت الذي ارتأيناه جاءت.
حتى غدونا نشك أننا على قيد العيش، أو حتى الوجود الفيزيائي، ومن باب سخرية القدر أني أتذكر حالة ذلك المريض النفسي أيام الرازي، إذ عاش وهم أنه حبة قمح وسوف تأكله الدجاجة، عالجه الرازي، وبنهاية المطاف قال المريض مخاطبا طبيبه: انا اقتنعت أني لست حبة قمح، لكن هل تستطيع أن تقنع الدجاجة بذلك حتى لا تأكلني ؟
من يقنع الكثيرين ممن يهرفون بكل ما لايعرفون أننا لسنا أغبياء، لسنا، لسنا خارج فعل العمل والوفاء، هل من أحد يقنع بعض من يظن بنا ما ليس فينا، من يقنعهم أننا نعيش هواجس بدوي الجبل إذ يقول :
يا ضيعة النغم الأسمى و لوعته
إذا محا الخالق الفنّان ما كتبا
شفّعت عندك حبّي في مواجعه
وما تمزّق من قلبي و ما سلبا
أخفيت ظلمك عن نفسي لأرحمها
ثمّ ابتدعت له الأعذار و السببا

ديب علي حسن |
التاريخ: الجمعة 11-1-2019
الرقم: 16882

 

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة