لا يوجد أحد بالعالم يصدق الإدارة الأميركية فيما يتعلق بقرارها سحب قواتها الموجودة بشكل غير شرعي في سورية، لا بل إن الأميركيين أنفسهم من خصوم ترامب وحتى من مناصريه باتوا يجاهرون بهذه المسرحية التي أطلقها البيت الأبيض لغايات عديدة.
وبغض النظر عن رأي المسؤولين الأميركيين المناصرين والمعارضين لسياسات إدارة ترامب العامة تجاه سورية فإن الحقيقة الوحيدة التي يمكن لنا البوح بها، ومن غير تردد، أن هذه الإدارة تكذب بكل تصريح تدلي به حول هذه القضية وتمارس كل أنواع المراوغة والتضليل.
ففي الوقت الذي يخرج فيه أعضاء في الكونغرس ومسؤولون في البيت الأبيض والبنتاغون ليؤيدوا هذا الوجود العسكري غير القانوني وغير الشرعي، وينتقدوا خطوة ترامب المبهمة، نجد حتى الذين وقفوا في صف ترامب وطالبوا بالانسحاب يوزعون الأدوار فيما بينهم مطالبين بالتريث وتأجيله لأشهر في مسرحية مكشوفة لتنفيذ الأجندات الأميركية المشبوهة في المنطقة.
والسبب واضح لكل متابع للسياسات الأميركية في المنطقة والعالم فمن يحاول رسم خرائط المنطقة كما تشتهي سفنه العدوانية وتسوية أزماتها بما يتناسب مع مقاسات مصالحه لن يفكر بالانسحاب من أي بقعة فيها إلا تحت ضغوط المقاومة.
لذلك كله رأينا ترامب وهو يراوغ بقضية الانسحاب، ورأينا طاقم إدارته وهو يتحدث غير مرة عن تأجيل الانسحاب لأربعة أشهر وعن استثناء قاعدة التنف من القرار، وغيرها من الخزعبلات التي لن يقبل بها الشعب السوري مهما كلفه من ثمن، وسيقاوم المحتلين والغزاة ويدحرهم مثلما تمكن من الانتصار على الإرهاب وأعاد الأمان إلى معظم الجغرافيا السورية، وهو مستمر لتعميم لوحة الأمان حتى آخر ذرة من ترابه الوطني.
أحمد حمادة
التاريخ: الجمعة 11-1-2019
الرقم: 16882