مئات المهاجرين يعبرون المكسيك باتجاه الولايات المتحدة.. الإغلاق الحكومي يهدد عمل القضاء .. وترامب يواجه تحقيقاً محتملاً بسبب تحريضه على الكذب
لا تزال قضية المهاجرين من أميركا الوسطى تؤرق الإدارة الأميركية، حيث تسبب الجدل حول مواجهتها عبر الجدار الحدودي بتعطيل مؤسساتها وإغلاق معظمها لليوم التاسع والعشرين على التوالي، وأول ما ترك هذا التعطيل بصماته على القضاء، على حين لا يزال موضوع إعلان حالة الطوارئ التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب تخضع لتجاذبات لإنهاء الإغلاق، بالإضافة لإفادات ترامب الكاذبة أمام الكونغرس.
فقد عبر مئات المهاجرين من أميركا الوسطى معظمهم من هندوراس الحدود بين غواتيمالا والمكسيك بصورة غير قانونية، باتجاه الولايات المتحدة.
وعبر المهاجرون ضمن قافلة تضم نساء وأطفالا الجسر الحدودي المطل على نهر سوشياتي للدخول إلى شياباس بجنوب المكسيك، وعبر آخرون النهر في مراكب مرتجلة مصنوعة من إطارات ضخمة.
وأفادت مراسلة فرانس برس أن المهاجرين عبروا الحدود دون أن توقفهم السلطات المكسيكية أو أن يشاهد انتشار لقوات الأمن، حيث اقترحت الحكومة المكسيكية تزويدهم خلال خمسة أيام بترخيص إنساني يسمح لهم بالعمل وتلقي العلاج وتعليم أولادهم وحذرت من أنها لا تسمح بدخول المهاجرين غير القانونيين إلى أراضيها.
وشكلت نصف المجموعة التي ضمت ألفي مهاجر طابورا للحصول على هذا الترخيص، وقال ممثل المكسيك لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان يان يراب: السياسات السابقة التي كانت تدفع بالمهاجرين إلى الاختباء كانت تعرضهم لمخاطر كبرى مع الجريمة المنظمة، والسماح لهم بتصحيح أوضاعهم للعمل في المكسيك أمر جيد.
ورفض مئات المهاجرين هذا العرض وتقدموا باتجاه شياباس، على غرار قافلة ضمت 200 سالفادوري دخلوا مؤخرا المكسيك، وهتف المهاجرون الهندوراسيون وهم يتقدمون لقد نجحنا!
وقطع غالبية المهاجرين أكثر من 3500 كلم لبلوغ تيخوانا بشمال غرب المكسيك حيث بقي كثيرون لعجزهم عن عبور الحدود أو بسبب المهلة الطويلة لتقديم طلب لجوء إلى الولايات المتحدة.
في هذه الأثناء أعلنت جمعية مساعدي المدعين العامين الأميركيين أن القضاء في البلاد يتأثر سلباً بشكل متزايد بفعل الإغلاق الحكومي الجزئي للإدارات الأميركية الذي دخل يومه التاسع والعشرين.
وذكرت وكالة فرانس برس أن بياناً للجمعية أشار إلى أن قدرة الحكومة على إحقاق العدالة باتت مهددة لافتة إلى أن معظم القانونيين والمحامين الستة آلاف تقريباً يواصلون العمل دون تقاضي رواتبهم ما ينعكس بشكل متزايد على عملهم.
وأوضحت الجمعية أن نقص الأموال المخصصة للتنقلات يحد من قدرة العملاء الفدراليين والمدعين العامين على إجراء مقابلات مع ضحايا جرائم وشهود، وخلصت الجمعية إلى تباطؤ عمل التحقيقات الجنائية وهيئات المحلفين الكبرى في وقت يبقى المجرمون طليقين داعية الرئيس والنواب الديمقراطيين إلى تخطي خلافاتهم.
في هذه الأثناء أكد ترامب أنه سيمتنع حاليا عن إعلان حالة الطوارئ الوطنية لإنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة، مشددا على ضرورة حصوله على 5,7 مليارات دولار لتشييد الجدار مع المكسيك.
وردا على سؤال لقناة فوكس نيوز حول سبب امتناعه عن إعلان حالة الطوارئ الوطنية، قال ترامب: أريد أن أعطي برلمانيي المعارضة الديمقراطية فرصة للتوصل إلى اتفاق، لنرى ما إذا كانوا سيتصرفون بمسؤولية.
بموازاة ذلك أعلن مشرعون أميركيون أنهم يخططون لفتح تحقيق في المعلومات حول أن ترامب أوعز لمحاميه السابق مايكل كوهين بتقديم إفادات كاذبة أمام الكونغرس.
وقال رئيس لجنة شؤون العدالة لمجلس النواب الأميركي جيرولد نادلر إنه في حال تم إثبات صحة المعلومات حول أن ترامب أشار لمساعده بأن يكذب على الكونغرس، فسيشكل ذلك جريمة فدرالية.
من جانبه، اعتبر رئيس لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، أن هذه التهمة من أكثر التهم خطورة ضد ترامب حتى الآن، مشيرا إلى ضرورة كشف الحقيقة حول هذا الموضوع.
وسبق لدونالد ترامب أن تنصل من محاميه السابق، قائلا إن الأخير كان يتخذ خطواته دون علمه بها، وإنه قدم معلومات كاذبة عن ترامب أثناء التحقيق لتقليص مدة عقوبته بالسجن.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 20-1-2019
رقم العدد : 16889