حين تنتهي الصلاحية..!!…

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم: لسنا بوارد التذكير بما هو مسلّم به، لكن حين يصر البعض على التعامل بذاكرة قاصرة، أو يحاول التذاكي، تصبح الحاجة أبعد من تذكير، وأوسع من تسليم بالبديهيات، ففي عالم السياسة يقولون، عندما تبدأ حسابات الكبار يتوه الصغار،

وفي الدبلوماسية حين تتحادث الأقطاب وتلتقي على المفاهيم والمصطلحات.. تفاهما أو اختلافا، تنزوي الأدوات.‏

أما في تجارب التاريخ.. فعندما تحين لحظة الاستحقاق في الأحداث الكبرى والمفصلية، تعود الدول.. والدويلات..والمماليك.. والمشيخات إلى حجمها في الجغرافيا، وإلى حيزها في السياسة، وينكفئ الممولون والحاضنون والرعاة أو يتريثون، إلا الحمقى منهم، وما أكثرهم، فيغالون، ويكابرون ويصرون على الغوص في القاع أبعد.‏

فالعناوين التي يمكن التقاطها في حديث لافروف -كيري، كانت منذ البداية، تشير إلى انها ليست للتعارف الشخصي، ولا تدل على الرغبة في المناكفة السياسية، وإن كانت لا تكفي لفتح بوابات ونوافذ يمكن الركون إليها، أو البناء على ما نتج عنها، فعلى الأقل تساهم في تعديل المزاج السياسي والمناخ الدولي.‏

في الوقت ذاته لم يكن صعبا ولا عسيرا فهم المغزى الذي يتعثر في قراءته مراهقو السياسة، وصبيان الدبلوماسية، خصوصا حين تصدّوا لقراءة ما أبطنته المكالمة، وما أظهرته، وحاولوا تفسير ما هو خارج أسطرها، أو بينها، رغم أنها جاءت بمفردات ومصطلحات لا تحتمل الكثير من التأويل، حتى لو اصطاد بعضهم في كلماتها.‏

ما هو مؤكد، أن الحال بين عهدي الدبلوماسية الأميركية السابقة والحالية لا يتطابق مع بعضه على الأقل في الشكل، حتى لو تقارب في المضمون، وسواء زال الالتباس أم بقي، فإن الأدوات التي اعتادت الارتزاق على المشروع الغربي في المنطقة، تريد أن تعاند اتجاه ريح السياسة، وأن تكابر في مواجهة مناخ الدبلوماسية، وتجاهر في خشيتها وهلعها من الاحتمالات.‏

فتصر على رفض الاعتراف بهزائمها في السياسة وفي الدبلوماسية، وتحاول – ما استطاعت – أن تؤخر في إقرارها بفشل مرتزقتها وإرهابييها في تحقيق ما وعدت به، وما رهنت عليه مستقبلها السياسي، وما قامرت بوجودها من أجله، وما عملت ليل نهار على الترويج له، وأحرقت في سبيله مراكب الرجعة، وأوراق الممكن، واحتمالات المتاح.‏

قد يرسم البعض الكثير من الأسئلة المعلقة في زمن تتبدل فيه الاتجاهات، وقد تحضر إلى الذهن الكثير من الإجابات المؤجلة حين تتغير المعادلات بأطرافها ورموزها أو حين تهتز نتيجة مراجعة في الحسابات والحصيلة، لكن على جانبها الآخر تنتشر الطفيليات، ويكثر المرتزقة والمصطادون الذي هم في الغالب، فرق حساب يضيع في زحمة التحولات ويتوه في مرحلة الانتقال وإعادة التموضع.‏

السوريون الذين حسموا اتجاههم، قبل أن تتشكل الاتجاهات، وكانوا الطرف الدائم قبل أن تتضح المعادلات، حجزوا موقعهم على كل الخرائط، بعد أن خطوا بإرادتهم ثوابت حضورهم، ورسخوا بتضحياتهم عوامل صمودهم، تقارب الكبار أم تباعدوا.. اتفقوا أو اختلفوا، هرول الصغار أم انكفؤوا، عدلوا في أدوارهم أو استبعدوا لانتهاء الصلاحية، وانتفاء الحاجة لخدماتهم وحتى لوجودهم على الخارطة.‏

ينطلق السوريون نحو حوارهم.. يجهزون طاولته،.. أحضروا أوراقهم السورية، وقد سطروا في أولها وآخرها.. في مقدمتها ومنتصفها وخاتمتها.. قرارهم الوطني المستقل، وأيقنوا قبل سواهم وعملوا على ما أيقنوا به، بان ما يقررونه هو المعيار، وما يتفقون عليه هو الأساس.‏

 

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية  إنجاز دبلوماسي جديد لسوريا في مجلس الأمن  الرئيس الشرع  في قمة (COP30)  :  إرادة الشعوب قادرة على تجاوز كل التحديات مهما عظمت   "  الخارجية " لـ"الثورة".. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لرفع العقوبات  "روح الشام" دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية الشرع يشارك في فعاليات مؤتمر قمة المناخ (COP30) مصدر مسؤول في "الخارجية": لا صحة لما نشرته "رويترز" عن القواعد الأميركية في سوريا الرئيس الشرع يلتقي غوتيريش على هامش أعمال مؤتمر قمة المناخ (COP30) مبادرة "لعيونك يا حلب" تعيد تجهيز المقاعد المدرسية  الرئيس الشرع يجتمع مع وزير الخارجية الإيطالي على هامش(COP30)  العدالة البيئية كجزء من العدالة الوطنية.. رسالة الرئيس الشرع في COP30 صيانة شوارع السوق التجاري في مدينة درعا مضر الأسعد: "إسرائيل" تطمع في الأراضي السورية وانتهاكاتها ضغط سياسي ظاهرة التشرد في حلب تحت المجهر قفزة غير مسبوقة.. اتفاقيات بالجملة لـ"الطاقة" باستطاعة 5000 ميغاوات مجلس مدينة حلب و"المالية" يقرران تحديد ضريبة عادلة لمولدات "الأمبيرات" الرئيس البرازيلي يستقبل الشرع في قاعة انعقاد قمة المناخ “COP30 من البرازيل.. الشرع يقود سوريا من "التغريبة" إلى "الشراكة الخضراء"