جردة حساب أولية “بأخطاء «العرب”

ثورة أون لاين – افتتــاحية الثورة بقلم رئيس التحرير : علي قاسم
لا تزال قائمة الأخطاء التي يرتكبها العرب وجامعتهم منذ لحظة مصادرتها من قبل مشيخات الخليج وحتى اليوم تكبر وتتضاعف،

فيما الارتدادات الناتجة عنها تتسع باتساع الأجندات الموكلة إليها، والتي شارفت على نهاياتها في بعض جوانبها.‏

ما عرج عليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لم يكن سوى غيض من فيض تلك الأخطاء، وما استذكره منها لم يكن أكثر من عيّنة أو جردة حساب أولية اقتصرت على جزء منها وليس كلها، فالقائمة تطول إلى أبعد من ذلك بكثير، ولائحة المساءلة لم تفتح سجلاتها بعد.‏

غير أن الحديث الروسي عنها لم يكن فقط للتذكير بها، بل يحمل رسالة في غاية الأهمية، وفي لحظة مفصلية تتوالى فيها الاستحقاقات حيال ما جرى وما يجري في سورية، بما تقتضيه من كشف تمهيدي في سياق التحضير لمرحلة المراجعات الكبرى القادمة، والتي تقتضي في الحدّ الأدنى إعادة تذكير ببعض عناوينها.‏

أخطأ العرب وأخطأت الأعراب، وإذا كانت أخطاء الأعراب لها سياقها المعروف في إطار الدور المرسوم لها وليس بمقدورها أن تكون خارجه، كان من المفارقة المريرة أن ينجرّ ما تبقّى من العرب إلى التمترس خلف تلك الأخطاء ليعطوا للأعراب حقّ التقرير والتحديد، ورسم مسار لا يكتفي بمناقضة المصالح العربية بل يخدم أطماع القوى الخارجية ويوجد لها ممرات لتحقيق ما عجزت عنه في الماضي، وما تتوق إليه في المستقبل.‏

أخطأ العرب عبر دور المتفرج السلبي – في أفضل الحالات- داخل الجامعة العربية، وأخطؤوا من خلال أدائهم كدول التزمت الصمت حيال ما يجري من تدمير ممنهج للعمل العربي، وضاعفوا الخطأ حين بلعوا لسانهم على ما يتم اقترافه من سوابق تحت لافتة العمل العربي، وحاول بعضهم على الأقل، أن يتوارى خلف أصابعه الممدودة بالموافقة على ما تقرره المشيخات.‏

لم يكتف العرب بذلك وكما تاهت الأعراب في حسابات البيدر كان العرب أكثر مغالطة في تقييم حصاد الحقل السياسي، لم يتمكنوا من التفريق بين ما هو طارئ ومستجدّ، وبين ما هو أساسي واستراتيجي، لم يتبينوا الفارق بين المتحوّل التاريخي في المشهد الدولي وبين الظواهر الآنية التي تطفو على سطحه، لم يحسنوا المقارنة بين المصالح وما تقتضيه وبين الأطماع وما ترمي إليه، لم يكن بمقدورهم أن يلحظوا المتغيرات والتموجات الصادمة، وكل ما فهموه منها الانكفاء حتى تنتهي عواصفها، فإذا بالعواصف السياسية تذهب بهم إلى مكان آخر وموضع آخر.‏

لسنا بوارد المحاججة في قضية محسومة، ولا الجدل في قراءة النتائج والانعكاسات الواضحة التي تطفو على السطح بشكلها المرضي الذي ينشر وباءه حيثما حل، خصوصاً ان التداعيات تجاوزتها، لكن حين يحضر موعد التذكير لا بد من التعريج عليها، ليس من باب العتب وقد ذهبت مواسمه منذ اللحظة التي قبل بها العرب ان يكونوا شهود زور في أخطر عملية تستهدف العمل العربي، وإنما من باب وضع النقاط على الحروف بعد أن تاهت وسط هذا الدخان المتصاعد من مختلف الأرض العربية التي حضرت إليها أموال المشيخات ولوّثتها قراراتها المشبوهة في خدمة الأطماع الغربية والإسرائيلية.‏

ما نستطيع الجزم به أن ما ذهب إليه الوزير لافروف قد لا يغير كثيراً في لغة الاجترار التي اعتادها نبيل العربي ونظراؤه من أعراب الغفلة، وأيضاً قد لا تكفي لتخرجهم من أحلام اليقظة التي غذتها أموال المشيخات، .. لكنه بالقدر ذاته سيفتح الباب على مصراعيه أمام قوى وأطراف أخرى لتذكير العرب بما اقترفوه، وليعددوا أمامهم كم مرة انزلقوا في متاهة الحسابات الخاطئة، وكم من فعل شاركوا فيه عن حسن نية أو سوء قصد لا فرق، لكن يبقى ما هو أهم وما ننتظر تداعياته حين تبدأ الشعوب العربية بإحصاء الأخطاء التي ارتكبها العرب والأعراب، ليس بحق سورية فحسب، بل بحق العرب وتاريخهم ومصيرهم ووجودهم.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
تصريحات المعنيين .. ورواتب السوريين! تعافي حلب الاقتصادي يتسارع.. تعاون جديد بين غرفة التجارة وولاية مرعش الشيباني يبحث مع مبعوثة المملكة المتحدة تعزيز العمل المشترك دعم لليرة ... " المركزي" يلزم المصارف بإعادة مبالغ التأمين بالليرة السورية انحباس الأمطار يحرم فلاحي حلب من استثمار أراضيهم الجفاف يضرب سوريا .. نداء وطني لإنقاذ الزراعة والأمن الغذائي حملة  للتبرع ب 100 وحدة  دم أسبوعياً في حمص   "دقة الموجات فوق الصوتية في الحمل" بحلب  وحضور طبي كبير الهندسة الاجتماعية .. فن اختراق العقول بدل الأجهزة " نقل " حلب تعود بعد تأهيلها وشروط محددة  لمنح تراخيص العمل  تجربة يعيشونها لأول مرة ..  رابطة الجالية السورية في فرنسا تنتخب مجلس إدارتها مجمع قمامة الإدعشرية شرقي دمشق من دون بديل ووعود منذ ٣٠ عاماً باحثة روسية لـ"الثورة": موسكو تسعى لتعزيز علاقتها مع دمشق للحفاظ على نفوذها في المنطقة برنامج الأغذية العالمي يتفقد الأضرار في بصر الحرير بدرعا يشكون "التهميش الصامت ".. طلاب البكالوريا المهنية-المعلوماتية : الامتحان غامض والكادر غائب رفع التلوث من أمام مستشفى درعا الوطني النظام الضريبي الفعال في ظل الدور الجديد للدولة خبراء لـ " الثورة": الضرائب تحوّلت إلى أتاوات وأبوا... مذكرة تفاهم سورية تركية للتعاون في النقل البري الدولي  خطط إسعافية لمواجهة تراجع تخزين سدود طرطوس "العفو الدولية" تحذر من النقص الحاد في الدعم الصحي والقانوني للناجين من التعذيب في سوريا