مايميز الثقافة أن إنتاجها يبقى ويدوم, ونتائجها ستظهر حتى ولو بعد زمن طويل… فالثقافة فعل حياة, وهذا الفعل لن ينضب لطالما هناك مَن يبحث ويثابر ويجدد خلاياه باستمرار.
منذ أيام أطلقت الهيئة العامة للكتاب الخطة التنفيذية للمشروع الوطني للترجمة عام 2019 في إطار المشروع الوطني للترجمة الذي أطلقته 2017… من حيث المبدأ المشروع فعل حضاري ووطني يبحث ويتعامل مع الأفكار والآراء والمفهومات الأخرى بأريحية واضحة الأمر الذي جعل للعمل الثقافي (الترجمة) قيمة ومتعة وفائدة.
ففي العام الفائت ضمّت الخطة حوالي 60 كتاباً وهذا العام سيتم ترجمة 200 كتاب إلى العربية عن قرابة عشرين لغة… إنجاز لابد من التوقف عنده, فالتأكيد على أهمية الترجمة وشحذ عناصرها والسبر في أغوارها ركناً أساسياً لنجاحها.
لاشك أن للترجمة أهمية مضاعفة في هذا العصر, الذي أصبح قرية صغيرة في ظل التكنولوجيا وازدحام الفضائيات بوسائل الصوت والصورة واللغة الني نريدها… والأهم أن التواصل مع الآخر عمل ضروري وإيجابي يحمل تقدماً واختلافاً ومساحة جديدة للفكر وفتح الآفاق, ويقدم رصيداً حقيقياً للتعامل مع الظروف القادمة والمستجدة, شريطة دون الابتعاد عن تجاربنا ومبدعينا, والاقتراب من الانفعال غير المبرر الذي سيؤدي حتماً إلى سلبيات كثيرة في عملنا.
ماتولته وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب حول هذا المشروع يحتاج إلى الشكر, والوقوف معاً صفاً واحداً, فالعالم واسع ووفير وهذا يتطلب الجدّية والمتابعة لأهم مايُنشر هنا وهناك, وإلى تأمين المناسب والمفيد وفق خطة ثقافية شاملة وسلاسل متكاملة, لأن الترجمة عملاً جماعياً يحتاج إلى جهود كبيرة, وهي أولاً وأخيراً القادرة على تقديم مختلف المستجدات المثيرة في ميادين الثقافة العربية والعالمية.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 27-2-2019
رقم العدد : 16919