حصد الفيلم السينمائي (دمشق حلب) نجاحاً جماهيرياً داخل وخارج سورية، الأمر الذي أكده الفنان الكبير دريد لحام عبر اللقاء الذي أجرته معه صحيفة الثورة، مشيراً إلى نقاط القوة في الفيلم، إخراج باسل الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، مشدداً على فكرة أن هناك جمهوراً للسينما يحبها ويعشقها لها.. هي شذرات مما قاله الفنان الكبير.
ـ كيف تلقيت أصداء عرض فيلم (دمشق حلب) داخل وخارج سورية، ولا سيما لدى عرضه في مهرجان اسكندرية السينمائي؟
توقعنا أن يلقى الفيلم النجاح، ولكن لم نتوقع مقدار النجاح الذي حصده، فأينما يتم عرضه يُستقبل بكثير من الود والحب، وقد حضرنا افتتاحه في أكثر من مدينة سورية (حلب، طرطوس، دمشق، حمص، اللاذقية، السويداء، صافيتا) والناس الذين أتوا لمشاهدته كان الواقفون منهم أكثر من الجالسين بسبب الازدحام، الأمر الذي أسعدنا كثيراً. وحتى لدى عرضه خارج سورية قوبل بكثير من الحب، وربما هذا ما دفع المخرج باسل الخطيب لأن يدعو إلى تكرار التجربة في عمل آخر.
ـ إلى أي مدى نحن اليوم بحاجة للعودة إلى الأعمال الدرامية التي تجمع العائلة بما فيها من دفء وألفة ومحبة؟
ليس اليوم فقط وإنما نحن بحاجة لمثل هذه الأعمال دائماً، وليس لأن سورية تمر بهذا الظرف العصيب وهذه الحرب الظالمة عليها، ولكن هذه النوعية من الأعمال مطلوبة في السابق والآن وفي المستقبل، لأنني أعتقد أن الوطن السليم يبدأ بالعائلة السليمة والمُتحابة، فالوطن مجموعة من اللبنات، وإن كانت هذه اللبنات سليمة فالوطن يكون سليماً وقوياً. لذلك كنت أركز على هذه المسألة كما هو الحال في فيلم (الآباء الصغار) فالعائلة المُتماسكة والمُتحابة استطاعت أن تنتصر على المستحيل، بسبب وجود الإرادة والحب ضمن تكوين الأسرة.
ـ إلى أي مدى الأعمال التي تُقدم اليوم تساهم في دعم فكرة ترسيخ مفهوم العائلة؟
منها ما يساهم بذلك، ولكن بالمقابل هناك أعمال تزّين الغلط، فهناك من يحب الموضوعات التي تركز على حب الفعل الإنساني، ولكن هناك من يحب الفعل الشيطاني أيضاً.
ـ ما سر قدرتك أن تُبكي المشاهد وتُضحكه في المشهد نفسه؟
الأمر ليس سراً فهكذا هي الحياة، أضف إلى ذلك أنه حسب وجهة نظرك لأمر ما إما أن تضحك أو تبكي، فإن كانت واقفاً في الشارع ورأيت امرأة تزحلقت من قشرة موز ووقعت يمكن أن تضحك من المشهد وأن تحزن عليها في الوقت نفسه، ودائماً الحياة تكون وجهان لعملة واحدة.
ـ هل تشعر أن مثل هذه الأفلام تعتبر إيذاناً بعودة الجمهور إلى السينما؟
هناك جمهور ولكن ليس هناك صالات سينمائية، فجمهور السينما من أصحاب الدخل المحدود وليس من الأغنياء ومنُعمي الثراء، ولكن ليس من صالات سينمائية في دمشق، والصالة الوحيدة هي صالة (سينما سيتي) التي يعتبر ثمن بطاقة الدخول إليها لحجز مقعد ليس بإمكانية أصحاب الدخل المحدود، في حين أنني أذكر عندما عرض فيلم (الحدود) في سينما الأهرام بقي فيها لمدة سنة كاملة، كما بقي فيلم (الكفرون) في سينما الشام لمدة سنة كاملة، وعندما عرضنا فيلم (الآباء الصغار) في سينما الزهراء وهي تتسع لألف وخمسمئة مقعد بقي فيها مدة ثلاثة أشهر، وقد حدث ذلك لأن سعر البطاقة كان بمتناول الجميع والناس بإمكانهم شراء التذكرة وحضور الفيلم، فمتوسطو الدخل هم الذين يجعلون الصالات تبقى مُضيئة، وبالتالي من المهم أن يكون ثمن البطاقة معتدلاً، أما عندما يكون سعر البطاقة (2500 ليرة) فإن ذهب رجل مع زوجته وأولاده لحضور فيلم سيضع جزءاً كبيراً من راتبه لتحقيق هذا الحلم، وأذكر أن دمشق عندما كانت صغيرة وعدد سكانها أقل كان فيها عشرون صالة سينمائية لكل منها تصنيفها (أولى أو ثانية) وحتى في الصالة نفسها كان هناك سعران للتذكرة، فالسينما ليست فقط فيلماً رائعاً وإنما هي أيضاً صالة محترمة وسعر الدخول إليها ضمن إمكانية متوسطي الحال، وبالتالي هناك جمهور للسينما ولكن ليس هناك صالة عرض سينمائية، ففي دمشق ليس هناك إلا سينما سيتي، أما صالة كندي دمشق فقليلاً ما تُفتح، وصالة سينما كندي دمر بعيدة.
ـ كيف تصف مشاركتك في (ناس من ورق) خاصة أنك ٌمُبتعد عن الدراما التلفزيونية منذ مدة؟
تمنّت علي المؤسسة عامة للإنتاج أن أشارك في عمل فأرسلوا إلي نصين وانتقيت أحدهما لأكون حاضراً فيه، والعمل من إخراج وائل رمضان، وهو منفصل متصل الحلقات فلكل حلقة منه ضيفها وحكايتها، وكنت ضيف إحدى هذه الحلقات، حيث أديت شخصية رجل يستأجر شقة في بناء ويجد أن (الشغالة) تشبه زوجته المتوفية.
ـ بأي عين تنظر لمشاركة الفنانين السوريين في أعمال عربية مشتركة (البان آراب)، وعودة العديد منهم للعمل في الدراما السورية؟
مما لا شك فيه أن الدراما السورية لها نكهتها وموقعها الخاص، وهذا الموقع غير موجود في أي دراما أخرى، ما يجعلها متميزة دائماً، والممثلون والممثلات السوريون من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية لديهم موهبة صقلوها بالدراسة، لذلك تجدهم على مستوى الأداء متميزين في الأعمال العربية المشتركة، وأرى أن الممثل السوري متميز فيها.
ـ كيف تنظر للفرز الذي يقوم به بعض المنتجين والمخرجين لأعمالهم بحيث يقولون إننا ننجز هذا العمل للجمهور العربي وذاك العمل للجمهور السوري!؟..
هي مقولة خاطئة، لأن العمل الجيد جمهوره كل الناس، وخاصة عندما يكون عملاً إنسانياً، فالإنسانية إحساس عالمي وليس سوري أو جزائري أو لبناني.. والجمهور خارج سورية يهمه أن يرى ويعرف ما الذي يدور في سورية من خلال الأعمال التي تتناول الأزمة.
التاريخ: الجمعة 8-3-2019
الرقم: 16927