تكــــريم الطـــلاب لتـــكريس القيــــم

يركض أحد الطلاب مخاطبا إحدى السيدات في الشارع قرب الإعدادية المختلطة في ضاحية الأسد، ألست أم دليار عثمان؟ تجيبه نعم، يتابع لقد كرمت الإدارة ابنك لأنه مهذب، ابتسمت الأم وقالت الحمدالله، اقتربت منها وقلت لها افرحي لأمرين أنك أحسنت تربية ابنك، وأن المدرسة قدرت قيمة التهذيب وكرمته من خلال تكريم ابنك.
قرب نفس المدرسة ركض نحوي اثنان من الطلاب وقالا لي أنّ الموجه ضربهما، فسارع أحد أقرانهما، للقول هيا قولا السبب، تجنبا لعراك اليافعين، انتظرت زميلهما وسألته عن السبب، فأجابني بأنهما، مع مجموعة أخرى يجبرون بعض طلاب الصف، ممن أسماهم ضعفاء على القيام بأشياء سيئة. وأكمل لم يتحمل أحد الطلاب تنمرهم عليه فتوجه إلى الموجه واشتكى له.
إن تكريم المهذب، ومعاقبة المتنمرين تعكس اهتمام إدارة المدرسة بالجانب التربوي، والذي لا يقل أهمية عن الجانب التعليمي بل يكاد يفوقه أهمية، وبناء علاقة إيجابية بين الطالب والمعلم، ربما يكون من نتائجها التحسن الدراسي حتى لو كان الطالب فاقد الرغبة بالتعليم، وأساس العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب تكمن في الاحترام المتبادل، الذي يخلق بيئة إيجابية تسودها المودّة، وبالتالي يشجّع ذلك الطالب ويزيد ثقته بنفسه فيشعر بالاطمئنان والقُرب من المعلم، وبالتالي يتقبّل الدراسة بشكل أكبر. ولكن ثمة عوامل كثيرة تمنع اكتمال العلاقة الجيدة وتجبر بعض المعلمين على التنمر، فيستخدمون العنف اللفظي والمعنوي مع الطلاب، بسبب كثافة المناهج وعدم إشراكهم في تطويرها، حينها يواجه المعلمون بعض الصعوبات مثل نفور الطلاب من المادّة وعدم تقبّلهم لها، لذلك يقوم المعلم بتعنيفهم لفظياً حتى يرغمهم على الالتزام والانضباط بأداء الواجبات وفق الخطّة الدراسية المقررة.
ولكن التربية دون تعليم ليست الهدف المرجو، وكذلك التعليم دون تربية، يبقى مفتقدا لرسالته الكبيرة، التي يجب أن يحملها المعلمون بكلّ أمانة وإخلاص في العطاء لأنّهم يربّون جيلاً يسهم في بناء مستقبل مستدام للدولة.
إن الأطفال يسجلون في ذاكرتهم كل ما يقوم به المعلمون,المعاملة الإيجابية بتفاصيلها الدقيقة، والتعنيف أيضا، مع كلّ خطوة جديدة في حياتهم وهم ينتقِلون من مرحلة إلى مرحلةٍ أُخرى، فشخصياتهم تتشكّل في مرحلة الطفولة وتحدّد سلوكياتهم وردود أفعالهم في المستقبل. والطالب الذي يلقى التكريم من معلمه أو معلمته على تهذيبه أو تعاونه مع أقرانه، أو حفاظه على نظافة المدرسة، سيكبر وتكبر معه هذه القيم, لذا البيئة التعليمية يجب أن تكون بيئة إيجابية محبّبة للطالب، فيها جميع وسائل التشويق والتشجيع للتعلّم المستمر حتى يقوّي تركيزه في المواد التعليمية ويطوّر من مهاراته، فالمعاملة الحسنة والتشجيع بالتكريم وغيره يمهّد الطريق أمام الأجيال ويكسبهم إمكانات تفوق التوقعات.

 

لينا ديوب
التاريخ: الأربعاء 20-3-2019
الرقم: 16936

 

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى