دائرة الرفض الدولي والعربي لقرار ترامب بشأن الجولان تتسع: خرق للقوانين الدولية.. يزعزع استقرار المنطقة.. يصعّد التوتر .. يشرعن الاحتلال.. لا يغير شيئاً من هوية الجولان
تواصلت ردود الفعل الرافضة والمنددة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الجولان العربي السوري المحتل.
ففي طهران ندد الرئيس الإيراني حسن روحاني بإعلان ترامب، وقال في كلمة له أمس: إنه ما كان يخطر ببال أحد أن يقوم رئيس أمريكي ومن جانب واحد وخلافاً للقوانين والقرارات الدولية بمنح أرض تعود لشعب بلد إلى مغتصب.
وأضاف روحاني إنه في الوقت الذي كان يسيطر فيه الاستعمار على العديد من أجزاء هذا العالم كانت بعض القوى الاستعمارية تفعل مثل هذه الأشياء وتعطي جزءاً من بلد لأعوانها وعملائها ولكن ما أقدم عليه ترامب لم يسبق له مثيل في القرن الحالي.
وفي موسكو حذر الكرملين من العواقب السلبية لإعلان ترامب، مشدداً على أنه يشكل خرقاً جديداً للقانون الدولي.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله أمس إن الخطوة الأمريكية الأخيرة بشأن الجولان المحتل هي انتهاك صارخ للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي.. ومن الواضح أن مثل هذا القرار ستكون له عواقب سلبية فيما يتعلق بالتسوية السياسية في الشرق الأوسط وعلى المزاج العام للتسوية السياسية في سورية.
بدورها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن إعلان ترامب بضم يشكل خطوة لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
كما أكدت سلطنة عمان أن الجولان المحتل هو أرض سورية وأن إعلان الرئيس الأمريكي الاعتراف بضمه الى الكيان الإسرائيلي لا يغير شيئاً من هذه الحقيقة.
في سياق متصل أكدت موريتانيا أن إعلان ترامب حول الجولان العربي السوري المحتل يعد خرقاً لقرارات ومبادئ الشرعية الدولية وبخاصة القرار 497 لسنة 1981 ومن شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في عموم المنطقة والعالم أجمع.
من جهته أكد وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم أن الجولان المحتل أرض سورية أصيلة ولا بد من إعادتها للسيادة السورية كاملة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي.
وتعليقاً على إعلان ترامب الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال قال الحكيم في تغريدة على حسابه بتويتر إن «العراق يرفض ضم الجولان المحتل إلى الكيان الصهيوني».
كما أكدت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وبلجيكا رفضها إعلان ترامب، وشدد بيان مشترك نقلته وكالة اسوشيتد برس عن الدول الخمس تلاه مندوب بلجيكا الدائم لدى الأمم المتحدة مارك بيستين دي بويتسويريه في مؤتمر صحفي حضره نظراؤه من باقي الدول الأوروبية الأعضاء أمس على انه وبالتوافق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرارين 242 و497 لا نعترف بضم /اسرائيل/ للأراضي التي احتلتها منذ حزيران عام 1967 بما فيها الجولان، مشيرا الى عدم تغيير الموقف الأوروبي الذي يؤكد أن الجولان أرض سورية محتلة من قبل /اسرائيل/ وفقا للقانون الدولي.
ولفت البيان الى أن القانون الدولي يحظر ضم الأراضي بالقوة وأي إعلان بحدوث تغيير أحادي الجانب يتعارض مع أساس النظام الدولي الذي يرتكز إلى قواعد وميثاق الأمم المتحدة وان الدول الخمس تعبر عن القلق البالغ من التداعيات الأوسع التي قد يسفر عنها إعلان الاعتراف بالضم غير الشرعي للأراضي وكذلك تبعاته الأوسع على الصعيد الإقليمي.
بدورها أكدت فنزويلا ان إعلان ترامب انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي وتجاهل للمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية في بيان لها إن حكومات الولايات المتحدة الأمريكية لم تكتف بالضرر والدمار اللذين تسببت بهما على مدار العقود الماضية في الشرق الأوسط بل يمضي ترامب بمخططات زعزعة استقرار المنطقة من خلال الاعتداء على سيادة وسلامة وأمن الشعب السوري الذي تنتهك أرضه من قبل /اسرائيل/ الأمر الذي قوبل بإدانة المجتمع الدولي، مضيفة: ان الادارة الامريكية تعود من خلال هذه الأعمال للاستهزاء بالقانون الدولي والتعددية والسلام وتحاول إخفاء السياسة الاجرامية لـ/اسرائيل/ .
كما أكدت إسبانيا رفضها إعلان ترامب بضم الجولان. وجاء في بيان لوزارة الخارجية والاتحاد الاوروبي والتعاون الاسبانية نشرته على موقعها الرسمي أمس: ان الحكومة الاسبانية تود ان تعرب عن موقفها حول الجولان السوري المحتل الذي يتوافق مع العديد من قرارات الامم المتحدة مؤكدة ان الحكومة الاسبانية اشارت في بيانها الوزاري إلى ان الاستيلاء على أرض بالقوة هو أمر مرفوض حسب ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
كما أدانت وزارة الخارجية السودانية أمس بأقوى العبارات اعلان الرئيس الاميركي ووصفته بأنه ينتهك قرارات الشرعية الدولية.
وقالت الخارجية في بيان أمس نقلته وكالة السودان للانباء سونا: ان هذا الاعلان يمثل انتهاكا صريحا للشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة ويكرس نهج شرعنة الاحتلال والعدوان ويقوض مبادئ القانون الدولي.
وفي القاهرة واصل البرلمانيون والأحزاب المصرية التعبير عن إدانتهم لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الإسرائيلي.
كما أدان اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الإسلامية إعلان ترامب، وأكد الاتحاد في بيان له أمس رفضه لهذا الإعلان المخالف للمواثيق والمعاهدات الدولية وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، مشددا على أن الجولان المحتل كان وسيبقى جزءا لا يتجزأ من الأرض السورية.
بدوره أكد رئيس الحكومة التشيكية الأسبق ييرجي باروبيك أن الجولان السوري أرض سورية محتلة وإعلان ترامب حوله لا يغير شيئا من هذه الحقيقة.
من جهتها أعلنت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني رفضها القاطع لكل إجراءات وقرارات ترامب المتعلقة بالجولان العربي السوري المحتل والقدس العربية وجميع محاولاته فرض أمر واقع تمهيدا لتنفيذ ما يسمى صفقة القرن المشبوهة وتصفية القضية الفلسطينية معتبرة أن هذه القرارات لا تغير حقائق التاريخ والجغرافيا التي تؤكد الهوية العربية لهذه الأرض الطاهرة.
ورأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين /القيادة العامة/ أن تفعيل المقاومة هو الرد العملي على العدوان الأمريكي الصهيوني معتبرة أنه في ظل التطبيع والخيانة للتاريخ والحقوق الوطنية والقومية لأمتنا التي يمارسها البعض ليس غريبا أن يقدم ترامب على ذات الخطوة التي أقدم عليها وزير خارجية بريطانيا بلفور ومنح بموجبها فلسطين للصهاينة.
كما أكدت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب أن إعلان ترامب باطل وجائر وغير شرعي وتحد صارخ للقانوني الدولي والقانون الإنساني واتفاقيات جنيف ولا يغير من الحقيقة شيئا على الاطلاق بأن الجولان المحتل سيبقى جزءا من الأرض السورية.
وفي سياق متصل أدانت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب إعلان ترامب مؤكدة أنه يمثل اعتداء صارخا على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية ويترجم حقيقة التحالف الأزلي بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في العداء المستحكم للأمة العربية ويمثل أعلى درجات الازدراء بالشرعية الدولية بما يفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها.
وفي الإطار ذاته أكد رئيس الفعاليات الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948م الشيخ سلمان عنتير أمس أن الجولان أرض سورية محتلة تضمنها القرارات والمواثيق الدولية ولا يغير في وضعها إعلان صادر عن ترامب أو غيره، وأوضح أن إعلانه جاء لخدمة مصالحه الشخصية المرتبطة بالصهيونية العالمية دون اكتراث لما سيسببه من تهديد للأمن والسلم الدوليين.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 27-3-2019
رقم العدد : 16941