خارج المشهد..!!

 

انفضت قمة تونس على أسوأ ما بدأت به، وانقشع الغبار الذي أثارته زوابع التصريحات الخارجة من كهف التمنيات، وصولاً إلى انكفاء الطموح فيما يتعلق بالإضافات التي كان بعض المتوهمين يمنون النفس بها، وعاد الجميع إلى قواعدهم، لتبدأ مرحلة جديدة من التكهنات حول ما تحقق، وما لم يتحقق، وليشعل المعارك الهامشية والمفتعلة على الزوايا المسكوت عنها وعليها.
في الجردة الأولية التي تجمع عليها الأغلبية، أن الوضع العربي بات أكثر كارثيةً مما كان عليه، وحتى ورقة التوت التي كان يتدارى بها من الفضيحة، سقطت في أكثر المسلمات وضوحاً، وبات على فوهة بركان في التعاطي مع المسألة الجوهرية التي بقيت في أدراج المناشدات، ولم تأخذ القدس ما يتطلب أن تكونه، وبقيت حبيسة الحسابات الخارجية والإملاءات القادمة من واشنطن.
الغريب في الأمر أنَّ النقاش لم يتطرق إلى الحديث عن أخطر ما يتهدد العرب كمنظومة وكوجود، بل ظلّ مستنسخاً في جمله وعباراته، وكأنّ كل ما على الأمة من مخاطر، لا يكاد يعني المجتمعين، ولا هو في أولوياتهم، وبدت الصورة أكثر سوداويةً في الجدل الدائر حول الدولة التي ستستضيف القمة القادمة، في إشارة قد تكون الأسوأ إلى أنَّ الوضع العربي لم يعد يسمح بالمزيد من المهاترات العلنية والخفية.
وجاءت التوليفات الموازية أو المرافقة للوضع العربي لتضع المقاربة الأكثر صعوبةً في ظل هذا الانجراف الطاغي، لنيل الرضا الأميركي عبر البوابة الإسرائيلية، من خلال الحديث عما تجاوزه الزمن، وبات في العرف الأميركي وبعد قرارات ترامب مجرد حبرٍ على ورق، حيث عملية السلام المزعومة ضاعت في ردهات القرار الأميركي، وتناثرت أوراق المبادرة العربية لتكون من المنسيات، وباتت ميتةً، والضرب فيها حراماً، كما أنَّ النفخ في قربتها إجرامٌ سياسيٌّ من النوع المنبوذ والمستهجن.
في العرف السياسي والوجداني تسلقت مشاهد التملّق، لتكون جدار الوهم الذي تستند إليه الكثير من المشيخات وشبيهتها الوظيفية، حين قدّمت مقاربتها في سياق البحث عن ذرائع تخفّف من الحرج الأميركي والإسرائيلي بعد القرارات الأخيرة، وكأنّ بيان إدانة أو استنكار يمكن له أن يغيّر أو يعدّل في الكبائر التي أقدمت عليها الإدارة الأميركية، أو أن يعدّل من حدّة النظرة الدونية إلى مشهد التعاطي العربي أو المسمى كذلك.
قد يطول الحديث في التداعيات والنقاشات والاحتمالات والتفرعات المتصلة فيه، وخصوصاً أنّ الكثير من كواليس ما تمَّ وما سبقه لم يعد مجدياً النظر في تبعاته، نظراً لأن الأحداث والتطورات تجاوزتها، وباتت أمام مشهد إضافي من الهزيمة المسجلة باسم جامعة لم تعد تقنع ولا تنفع، ولا جدوى من عبثية التمسك بعباءتها، وتحديداً أنها باتت مجردة من أوراقها، وكل ما فيها هو للتغطية على خيبتها وخيبة المنظومة التي تمثلها.
في جردة حساب نهائية أو شبه نهائية.. الشارع العربي الذي لم يتوقف كثيراً عند مشاهد ما جرى، وما يجري، لم يكن ينتظر أن تحمل همومه ولا تطلعاته، أدار وجهه خارج المشهد، وبدا في موقع آخر وموضع آخر، لا تعنيه بيانات حفظها بمسوغاتها عن ظهر قلب، وسئم اجترارها الممل، على أمل أن تبزغ المواجهة المفتوحة عن فجر قوامه ومحدداته إرادة قاومت من خلالها العينُ المخرز، وكسرت قيد ومسوّغات القائمين على منظومة متهالكة وذرائعهم، والأهمُّ أنّ هذه الإرادة لم تعول يوماً إلا على قدراتها وإمكاناتها وخياراتها..!!
a.ka667@yahoo.com

 

بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
التاريخ: الثلاثاء 2-4-2019
الرقم: 16946

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص