يعتبر موضوع التعقيم من أهم متطلبات المشافي، وهذا الأمر ينقسم الى شقين الأول يتعلق بالتعقيم لمكافحة الجراثيم، والثاني مكافحة الحشرات، وبالنسبة للتعقيم الجرثومي فالأمر معقد جدا ويحتاج إلى مواد خاصة ومتنوعة والى شركات متخصصة للقيام بذلك، وأي خلل بسيط أو تقصير يقود إلى مأساة حقيقية، وكثيرة هي الحالات التي التقطت جرثومة من المشافي وأودت بحياتها، وموضوع التعقيم ستتم متابعته بتحقيق صحفي لأهميته.
أما فيما يتعلق بالإصابات الحشرية فالموضوع لا يقل خطورة عن موضوع التعقيم، إلا أن التعاطي معه يتم بشكل سطحي ولهذا السبب نرى الصراصير والحشرات والقوارض في بعض المشافي والمطاعم والفنادق.
التخلص من الإصابات الحشرية في المشافي وغيرها من المؤسسات الغذائية ينطلق من الفصل بين عقد النظافة وعقد المكافحة، فمتعهد النظافة غير متعهد المكافحة، ولا بد من وجود شركات متخصصة ومرخصة لمكافحة الحشرات وهو ما عملت عليه وزارة الصحة منذ عدة سنوات ، حيث تم إعداد قرار لتنظيم ترخيص شركات مكافحة أفات الصحة العامة ولكن الأمر نام في الأدراج ولم يخرج إلى النور.
الأمر الذي بدأته وزارة الصحة ونام في أدراجها لقي نفس المصير في محافظة دمشق، فالطلبات المُقدمة لترخيص مهنة مكافحة الحشرات كونها غير مُدرجة بالمهن المرخصة لدى الإدارة المحلية لم يتم معالجتها ووضعها بالطريق القانوني لتصل الى الصياغة النهائية والإقرار بالترخيص واعتمادها بين المهن المُرخص لها.
في دول الجوار وأوروبا والخليج وأمريكا تُعتبر شركات مكافحة الآفات من أهم الشركات وتتبع لوزارة الصحة التي تصدر سنويا قائمة بأسماء الشركات المُرخص لها وتحدد تصنيفها واليات تقييمها.
وزارة الصحة تقوم بتفتيش صحي للمشافي والمطاعم والمؤسسات الغذائية وتقوم بفرض العقوبات وإغلاق المنشات ولكن ماذا بعد ؟ فالذي يفرض العقوبة ليس لديه حل ولا تستطيع منح سجل لمكافحة الحشرات والقوارض ولا توجد جهة أخرى تمنح مزاولة هذه المهنة او تسجيلها.
قبل المعالجة لأي مشكلة يجب أن يكون هناك مُعالج ، ولكن في موضوع المشافي يوجد شركة تنظيف ولا توجد شركة مكافحة الآفات وعليه لا بد من الإسراع بمعالجة الخلل قبل قدوم الصيف وانتشار الآفات والحشرات.
معد عيسى
التاريخ: الثلاثاء 2-4-2019
الرقم: 16946