السؤال الذي يبدو مشروعاً لكل مواطن ومن حقه أن يلمس لمس اليد رجع الصدى أو التجاوب مع كل قضية سواء أكانت خدمية أم اجتماعية أم أي شكل من أشكال المعاناة في الحياة اليومية هو: ماذا يجب أن يفعل المسؤول بعد أن يسمع السؤال أو يعلم بما يطرحه المواطن؟.
وبالتالي كيف يمكن إرضاء المواطن سواء أكانت طلباته قابلة للتنفيذ أم لم تكن ممكنة.
بمعنى كيف يمكن للناس عموماً أن يثقوا بأن أسئلتهم وشكاواهم ومتطلباتهم تلقى الاهتمام الجدي وتجد فعلاً من يتابعها والوصول بها إلى ما يرضيهم ويعزز ثقتهم بالاستمرار في التواصل على قاعدة المواطن والمسؤول يتحملان مسؤولية مشتركة في تقديم الخدمة العامة.
وبغض النظر عن الإجابة على مثل هذه الأسئلة لأنها بالتأكيد ستكون متباينة بين متلقٍ وآخر وفقاً لطبيعة العلاقة مع المسؤولين أو ربما يعود الأمر إلى وقائع سابقة لم تكن إيجابية عند البعض. لكن المهم هنا التأكيد على مدِّ جسور الثقة بين المسؤول والمواطن لعدة أسباب باتت معروفة، واليوم ثمة عامل آخر يجب أن يؤخذ بالاعتبار وهو هروب الناس من العلاقة المباشرة والقنوات الرسمية مع المسؤول إلى وسائل التواصل الاجتماعي وهنا يأخذ النقد أشكالاً أخرى وينحرف أحياناً عن مساره الصحيح. وواقع الحال يقدم أمثلة كثيرة من الفيس بوك وغيره من هذه الوسائل التي أصبحت مجالاً واسعاً لنشر العديد من القضايا وإن كانت غير صحيحة أو غير عادلة كحد أدنى في بعض الأحيان.
ولعل أقرب مثال تابعناه منذ أيام الفيضانات والسيول التي تسببت بأضرار كبيرة في عدد من القرى والتجمعات وأيضاً الأراضي الزراعية في ريف الحسكة حيث بدت الأمور وكأن الجهات المعنية غائبة ولم تقدم شيئاً وراح البعض ينظم عبر شبكات التواصل حملات استغاثة. في حين أنه منذ اللحظة الأولى استنفرت كل الإمكانيات المتاحة وتم تشكيل لجان للمتابعة وتسيير قافلة مساعدات باتجاه القرى المتضررة. والسؤال هنا: لماذا وكيف تنتشر الوقائع المغلوطة أكثر من الواقع على حقيقته؟ ولماذا تسيطر وتؤثر المعلومات الكاذبة على المعلومات الصحيحة؟ هل الأمر يتعلق بغياب وسائل الإعلام الرسمية وتقصيرها بحجة محددات التغطية، أم بضعف العلاقة بين المواطن والمسؤول الأمر الذي يتطلب تعزيز هذه الثقة ومدِّ جسورها في كل الاتجاهات كي لا نترك فراغاً تتسابق وسائل وجهات كثيرة لإملائه وفق ما تريد وتشتهي.
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 2-4-2019
الرقم: 16946