“من خارج الصندوق “

 

عشر سنوات من استنزاف الكوادر، عشر سنوات من الانقطاع عن مواكبة آخر الابتكارات والحلول، عشر سنوات من التخبط الإداري في تقييم وتعيين الإدارات، عشر سنوات من اعتماد معايير ونقل تجارب المجتمعات التي تعيش الوفرة والمواكبة لتطبيقها على مجتمع أنهكته الحرب والعقوبات والدمار والحصار.
الخروج من الواقع الحالي يحتاج إلى التفكير من خارج الصندوق، وإلى قرارات تخالف كل القوانين والتطبيقات السابقة، وحلول لا تقارب الحلول السابقة، ضغط النفقات لا يكون بإلغاء إيفاد الكوادر الفنية لأن البلد ينهض بالخبرات المواكبة لآخر الابتكارات والتقنيات الجديدة والحديثة.
هناك بعض القطاعات الفنية لم يبق لديها من الخبرات والكفاءات إلا القليل بسبب هجرة الكوادر وتقاعدها ولاسيما في قطاع النفط الذي يعيش العالم أزمته اليوم، والشروط التي تم وضعها لشغل الإدارات في هذا القطاع لم يبق من يملك نصفها في هذا القطاع لأن الخبرات المميزة غادرت تحت ضغط الحاجة وإغراءات الخارج، أغلب الإدارات العليا في الجهات العامة أصبحت بفضل شروط إشغال المواقع الإدارية أضعف من الكفاءات والخبرات التي تعمل على الأرض بسبب هذه الشروط التي يصح تطبيقها في زمن الوفرة والاستقرار والراحة.
العالم يرسم اليوم خارطته السياسية على أساس الطاقة، والولايات المتحدة بدأت تغازل إيران، وفنزويلا متجاهلة عدوانها السابق لشراء إنتاجهما من النفط لتعويض النفط الروسي والضغط على الاقتصاد الروسي.
سورية بلد زراعي بامتياز، وتكفيه منتجاته الزراعية والحيوانية للاكتفاء الذاتي غذائياً، ولتأمين حاجة القطاع الصناعي من المواد الأولية من قطن و شوندر شكري وقمح و عباد الشمس وفول الصويا والذرة، ولا ينقصه سوى الطاقة المتجسدة بالنفط والغاز، ولتحقيق الكفاية لا بد من دعم قطاع النفط باعتمادات مضاعفة لتطوير قطاع الاستكشاف والحفر وتأهيل كوادره وتأمين تجهيزاته.
مردود قطاع النفط كبير جداً رغم كل الظروف، ويكفيه تخصيصه بعائدات اسبوع ما ينتجه ليعود إلى العمل والحيوية التي كان يعمل بها قبل سنوات الحرب، من يطًّلِع على توزيع اعتمادات الموازنة العامة على وزارات الدولة يرى المعادلة المقلوبة لمتطلبات مواجهة الواقع، فالوزارات الخدمية خُصصت بالحصة الأكبر من الاعتمادات، فيما الوزارات المُنتجة حصلت على الحصة الأقل، رغم أنها تُنتج وتؤمن موارد كبيرة للخزينة.
” الأم التي لديها عشرة أبناء.. اثنان منهم يعملان، ولديها رغيفان من الخبز تُعطي الثمانية أخوة رغيفاً واحداً، والولدان اللذان يذهبان للعمل رغيفاً كي يستطيعا العمل لأنهما في المساء سيعودان ومعهما ما يكفي لإطعام الأم والأخوة الثمانية.
شركات النفط في كل دول العالم زادت اعتمادات الاستكشاف والحفر وشراء الحفارات والتوجه للنفط الصخري، وقطاع النفط السوري بحاجة لاعتمادات مضاعفة بعدة مرات لمواكبة احتياجاتنا ومواكبة سباق العالم لأنه في قادم الأيام القريبة قد لا يكون متاحاً لنا الحصول على النفط الذي نحصل عليه اليوم.

على الملأ- معد عيسى

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها