الملحق الثقافي..سلام الفاضل
مطرٌ… مطر
هو في الغرفةِ وحده
يحصي الندوبَ
ويعدُّ الجراحَ
وينفضُ الغبارَ
عن فرحٍ عَبَر
يبكي عينين غائمتين
بلونِ الجوزِ، ربما
أو لونِ الفستقِ الحلبي
أدمتا روحَهُ يوماً
حتى خُدشت منه المقل
يبكي ثغراً تجرّعَ سُمَّه
كواه بحقده
حتى اعتاده جلّاداً
من لسعِ سياطه
لا يمل
يبكي يدين قتلتا أملاً
هدمتا فرحاً
وأدتا ذاك الطفلَ
في عينيه
يحنُّ بكل براءةٍ
بكل سذاجةٍ
إلى شمطاء ظنها
طوعَ راحتيه فتملكت منه
وخرت به نحو
جحيمِ الأرض
ثم مشت عليه
يبكي جسداً أشعلَ
نارَ الشهوةِ فيه
غذّى ذكورتَه
وألهبَ النشوةَ في كفيه
مطرٌ… مطر
هي في الغرفةِ وحدها
تبني له الصروحَ
وتخيط منه دامعاتِ المقل
وتعجن من روحها
بلسماً يداوي آثار السياط
ويرفع جدارَ الأمل
وتعيدُ إحياءَ طفلٍ
دفنته السنون
تحت جبالِ الدموعِ
والقهرِ.. والألم
مطرٌ… مطر
حزينان هما
حزينان معاً
هو يبكي قاتلَتَه
وهي تبكي أحمق
تائهاً في زواريب الماضي
وأزقةِ الخيانة ودروبِ العفن
التاريخ: الثلاثاء2-4-2019
رقم العدد : 16946