منظومــــة الإرهــــاب تعلــــق طموحاتهــــا المهترئــــة على شماعــــة الهزيمــــة

على شماعة الهزيمة والخيارات والأوراق المحروقة والساقطة، تعلق منظومة الإرهاب ما تبقى من مشاريعها وطموحاتها المهترئة التي باتت على يقين مطلق باستحالة تنفيذها على الأرض في ظل هذا الواقع المتجذر بقواعده ومعادلاته في عمق المشهد.
في قراءة الأحداث المتدحرجة بإرهاصاتها وتأثيراتها وتداعياتها على المشهد برمته، يمكن القول ومن المنظور الاستراتيجي إن الحرب التي دخلت الربع الأخير من الساعة قد تحولت إلى حرب بـ(المباشرة) بعد أن كانت حرباً بـ(الوكالة) بين القوى الكبرى والمؤثرة في المنطقة والعالم، وهذا ما ظهر جلياً خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية التي شهدت احتراباً واضحاً بين أطراف الإرهاب ولاسيما بين الأميركي من جهة وبين التركي والدول الغربية من جهة أخرى.
التصعيد المتدحرج في الميدان لا يؤكد حقيقة ما قلناه فحسب، بل يدفع إلى القول إن الأمور في طريقها إلى مرحلة الحسم السريع خلال المرحلة المقبلة لاسيما مع انتقال أطراف الإرهاب إلى سياسة) الضربات المتلاحقة ( التي تهدف إلى إيلام الدولة السورية وثنيها عن مواصلة قرارها بحسم المعركة والقضاء على الإرهاب واستعادة كامل أراضيها، أو على الأقل دفعها إلى تقديم التنازلات والقبول بالمشاريع التقسيمية والاحتلالية التي تستهدف وحدتها وسيادتها وكرامتها ومستقبل أبنائها. وهذا كله يرتبط بقرارات ومواقف الولايات المتحدة الأخيرة، سواء قرار ترامب المتعلق بالاعتراف بسيادة كيان الاحتلال على الجولان العربي السوري، أم بقراره طرح وإعلان صفقة القرن مع ما يضاف الى ذلك من استحضار لمسرحيات الكيماوي التي باتت مفضوحة وممجوجة وساذجة جداً. كما أن تصعيد المجموعات الإرهابية خلال الساعات و الأيام القليلة الماضية هو جزء لا يتجزأ من معركة كسر العظم الحالية التي تحارب بها الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل دمشق وحلفاءها، وهو بالتالي جزء من ارتدادات وتداعيات اللحظة الاستثنائية التي تدفع بمنظومة الإرهاب ككل – رؤوس وأدوات – إلى الاستشراس والهستيريا لتغيير الواقع المرتسم على الأرض أو على الأقل الحفاظ على الوضع الراهن كما هو، وهو ما تنفذه أطراف الإرهاب في الميدان عبر إعطائها الضوء الأخضر لإرهابييها لمواصلة إرهابهم ووحشيتهم ضد الشعب السوري وجيشه البطل، وفي هذا السياق فقد واصلت التنظيمات الإرهابية وبضوء أخضر من الدول الداعمة والمشغلة لها خرقها لـ(اتفاق مناطق خفض التصعيد) واستهدافها للقرى الآمنة بريف حماة مع قيامها بمحاولات تسلل لنقاط الجيش العربي السوري، في ظل تصاعد الخلافات والصراعات بين المجموعات الإرهابية مع ارتفاع الأصوات الشعبية المطالبة والرافضة للتنظيمات الإرهابية لاسيما تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي في إدلب، وأكدت مصادر إعلامية ومحلية أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وبقية التنظيمات الإرهابية خرقوا مجدداً خلال الساعات الماضية (اتفاق إدلب) باستهدافهم بالصواريخ قرى شطحة والرصيف والكريم والعزيزية وقبر فضة بريف الغاب الغربي، وهو ما دفع وحدات من الجيش العربي السوري للرد على مصادر إطلاق الصواريخ.
كما نفذت وحدات من الجيش العربي السوري رمايات بسلاح المدفعية وصليات صاروخية مكثفة طالت مجموعات إرهابية من تنظيمي) جبهة النصرة) و)الحزب التركستاني) في محيط معرت حرمة وحرش عابدين والقصابية والهبيط وكفروما ومدينة كفرنبل في منطقة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي. وفي سياق الرفض الدولي لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الجولان العربي السوري فقد جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على رفض بلاده قرار الرئيس ترامب بشأن الجولان السوري المحتل والذي ينتهك بشكل سافر ميثاق الأمم المتحدة، وشدد لافروف على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وفق القرار الأممي 2254 وأهمية تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب دون معايير مزدوجة.
وبخصوص مخيم الركبان، بين لافروف أن الولايات المتحدة تحتل منطقة التنف وتدعم الإرهابيين الموجودين فيها وتواصل بالتعاون معهم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم الذي يعاني محتجزوه أوضاعاً كارثية، مشيراً إلى أن التصريحات الأمريكية حول حل مشكلة المخيم غير صادقة، حيث تسعى واشنطن لأن يكون مبرراً لوجودها غير الشرعي في المنطقة.

فؤاد الوادي
التاريخ: الخميس 11-4-2019
الرقم: 16954

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة