بلطجتها ممتدة على الخريطة الدولية.. وتاريخها حافل بانتهاك القوانين.. عين إرهــاب واشــنطن على فنـــزويلا.. ومقـــاومـــة كــاراكـاس مخــــرزها

تسعى الولايات المتحدة الأميركية عبر عنجهيتها لفرض مشيئتها على كل الخريطة الدولية معتمدة على الترهيب والتخويف والابتزاز وفرض العقوبات والاستثمار بالإرهاب ومخرجاته واستخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً، والتي تأتي وعلى رأس قائمة نشاطاتها الدموية, وليس مخفياً على أحد كم الإجرام الهائل والسعي المحموم لافتعال الحروب لفرض الرغبة الاستعمارية الأميركية على دول وشعوب العالم المسكونة به الإدارات الأميركية المتعاقبة وإن اختلف أسلوب كل إدارة عن سابقاتها، إلا أن جميعها مسكونة بوهم التسلط والهيمنة الاستعمارية والرغبة في فرض المشيئة الأميركية المرفوضة على كل الخريطة الدولية، ومنها ما يحصل الآن في فنزويلا.
فبعد فشلها في تغيير موازين القوى داخل فنزويلا لمصلحة القوى والحركات اليمينية الموالية لها بقيادة أداتها الطيّعة رئيس الانقلاب خوان غوايدو، وبالتالي فشلت في الإطاحة بالرئيس الشرعي نيكولاس مادورو، نتيجة العجز عن استمالة الجيش والأغلبية الشعبية إلى جانب غوايدو، وكذلك الفشل في الحصول على تأييد مجلس الأمن إلى جانب خطتها الانقلابية، بسبب المعارضة القوية من روسيا والصين، كما فشلت الولايات المتحدة في عزل فنزويلا وإحكام الحصار حولها نتيجة الدعم الروسي الصيني الذي أمن لفنزويلا بديلاً من المساعدات الأميركية الملغومة التي رفضتها الحكومة الفنزويلية، ووقوف العديد من دول أميركا اللاتينية التحرّرية إلى جانب فنزويلا وغيرها من الدول في العالم مثل إيران وسورية وغيرهما.
تلهث واشنطن الى استجرار أتون الفوضى وسحب مقوماته إلى الداخل الفنزويلي عبر انقلابات متتالية باءت جميعها بالفشل، والتي كان آخرها انقلاب أمس الأول الذي لاقى مصير الفشل ذاته مع إصرار الجيش والشعب الفنزويلي للوقوف مع الحكومة الشرعية بوجه كل مخططات أميركا والغرب واتباعهم في الداخل.
فالولايات المتحدة التي تتظاهر اليوم بأنها تقوم بدور الشرطي لحماية العالم أجمع، يجب وضعها في رأس قائمة منتهكي حقوق الإنسان في العالم، والمتدخلين غير الشرعيين في شؤون الدول ذات السيادة، كسورية والعراق واليمن وفنزويلا.
إجراءات واشنطن الشيطانية لزعزعة استقرار فنزويلا
بعد أن سارعت لدعم ما يسمون الانقلابيين المرتهنين لها والاعتراف بسلطتهم غير الشرعية، قامت واشنطن بإجراء ضغوطات سياسية وعسكرية سعت إلى تطبيقها عبر اتباعها في مجلس الأمن على المستوى السياسي للحصول على اعتراف دولي بالانقلابيين.. وفي الداخل الفنزويلي عبر التلويح عسكرياً من خلال تصريحات زعيم الانقلابيين غوايدو، والذي نصب نفسه رئيساً بالسماح بالتدخل العسكري في البلاد، إضافة لتهديدات الولايات المتحدة بالتدخل العسكري.
وقد اعتبرت واشنطن على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو، أن أنظمة صواريخ إس-300 الروسية التي يملكها جيش فنزويلا لا يمكنها عرقلة عملية عسكرية أميركية محتملة ضد الرئيس نيكولاس مادورو، ما يؤكد الارتباك الحاصل ضمن الإدارة الأميركية بسبب الوقوف الروسي الصيني في وجه مخططاتها الانقلابية في فنزويلا.
سلوك طرقات العقوبات الاقتصادية وضرب مقومات الحياة المعيشية للشعب الفنزويلي عبر الحظر على النفط الفنزويلي الذي دخل حيز التنفيذ منذ عدة أيام، وتُمنع بموجبه الشركات الأميركية من شراء النفط من شركة النفط الوطنية في فنزويلا، أو من إحدى الشركات التابعة لها، التي تسببت في انعدام أدنى مقومات الحياة لملايين الفنزوليين، ما دفع الكثير منهم إلى تفضيل خيار الهروب من هذا الواقع, وأيضاً السعي وراء شل الحركة في البلاد وتعطيل الكهرباء والاتصالات عامة، عبر قيامها بأعمال تخريبية أصابت الطاقة الكهربائية، حيث تعرضت محطة «غوري» الكهرومائية، الأكبر في البلاد والمسؤولة عن توليد الكهرباء، لهجوم تقف ورائه جهات أميركية، أدت لانقطاع التيار الكهربائي في 21 ولاية، بالإضافة إلى العاصمة كاراكاس.
كل تل المحاولات يبدو أنها باءت بالفشل، حيث ظهرت من خلال المحاولة الانقلابية الأخيرة الفاشلة، وانفضاح مسرحية المساعدات الإنسانية التي سعت واشنطن لامتطاء صهوتها لدعم الانقلابيين بالأسلحة المتنوعة وإشعال حرائق الاقتتال والصراعات في الداخل.
أكثر من 20 محاولة انقلاب كلها من تدبير أميركا
فخلال سنوات حكم مادورو من 2013، حدثت 20 محاولة انقلاب فاشلة ضده، حيث وقفت أميركا وراء تدبير تلك المحاولات مع المعارضة اليمينية.
وبحسب مادورو فإن أميركا كانت ضالعة في محاولة الانقلاب على أستاذه وصديقه، الذي وصى الشعب الفنزويلي بالتصويت لمادورو بعد وفاته، وأن ترامب أعلن تأييده لموقف «خوان غوايدو» بإسقاط مادورو، ما يعيد للأذهان ذكرى انقلاب «بيدرو كارمونا»، في 2002 على شافيز.
العلاقات بين فنزويلا وأميركا تاريخياً
تتميز بنوع خاص، عاماً من العداء بين واشنطن وكراكاس فمنذ وصل الرئيس اليساري هوغو شافيز، الذي كان دائم الصراع مع أميركا للحكم، حتى بدأت الأمور تأخذ منحنى آخر.
فلم يرق لواشنطن أن يصل تشافيز للحكم بسبب وقوفه ضد سياساتها في المنطقة اللاتينية، حيث إنه عندما وصل شافيز للحكم عبر انتخابات ديمقراطية بدأت تظهر أجندته اليسارية في سياساته وخطاباته، فالرجل الذي هاجم حرب العراق هو نفسه الذي حاول فرض ضرائب أكثر على شركات البترول في فنزويلا، التي أغلبها أميركي بطبيعة الحال, وخلال تاريخها سعت أميركا بعقليتها الاستعمارية للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والقومية في حديقتها الخلفية «أميركا اللاتينية» بطرق مختلفة، كان أبرزها الانقلابات العسكرية, وقد أيدت أميركا ورتّبت انقلابات عسكرية عديدة في البرازيل وبنما وتشيلي والأرجنتين، قاد أغلبها البلاد لمجازر راح ضحيتها آلاف المدنيين.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 2-5-2019
رقم العدد : 16969

 

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار