على وقع الفوضى التي اتسمت بها عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي , ووسط ترقب واحتمالات تغيير في المشهد السياسي , توجه الناخبون البريطانيون أمس للإدلاء باصواتهم منذ ساعات الصباح الباكر في إنتخابات المجالس المحلية «البلدية», والتي من المتوقع ان تعطي ملمحا لمدى هيمنة حزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي تواجه ضغوطا متزايدة للاستقالة , في ظل الغضب المتصاعد إزاء حزبها على خلفية الإخفاق في إتمام وتطبيق عملية «بريكست», ما يكشف عن حالة الانقسام وعدم الرضا بين الناخبين , وينبئ بهزيمة قاسية ستكون بانتظار «المحافظين» وقادته .
حيث شهدت بريطانيا أمس انتخابات الحكومات المحلية , وجرت وسط تنافس قوي على أكثر من ثمانية آلاف مقعد في المجالس الإنجليزية , وهي هيئات إدارية مسؤولة عن القرارات اليومية المتعلقة بالسياسات المحلية التي تتراوح من التعليم إلى إدارة النفايات , وهذه أول انتخابات منذ أن تخلفت بريطانيا عن موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي في التاسع والعشرين من آذار الماضي.
وسترسم النتائج صورة وإن لم تكن كاملة عن مدى تأثير ذلك على حجم التأييد لحزب المحافظين المنتمي ليمين الوسط بزعامة ماي وحزب العمال المعارض اليساري , في ظل توقعات بأن يستغل الناخبون هذه الانتخابات لمعاقبة حزب المحافظين الحاكم بزعامة ماي , بسبب إخفاق الحزب في تطبيق عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست» .
ومن المتوقع أن يخسر المحافظون مئات المقاعد وقد تصل الحصيلة النهائية إلى خسارة ألف مقعد حسبما أفاد تحليل في هذا الصدد.
كما من المتوقع أن يحقق حزب العمال الذي يعارض رؤية ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي وإن كان يدعم عملية الخروج ذاتها ، مكاسب في الانتخابات وكذلك الديمقراطيون الأحرار المعارضون للخروج من التكتل الأوروبي.
وسيزيد ذلك من الضغط على ماي للاستقالة مما يدل على أن الاستياء الشديد تجاه تعاملها مع ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتجاوز أعضاء الحزب ويصل إلى المواطنين حيث أغضب الذين يرغبون في خروج بلادهم من الاتحاد والذين يرغبون في البقاء على حد سواء.
إلى ذلك رصدت صحيفة « ذا صن» البريطانية تخوف نواب محافظين من خسارة ما بين 500 إلى 600 من مقاعد المجالس المحلية .
وذكرت الصحيفة أن النواب المحافظين يخشون انتقام الناخبين من زعيمة الحزب ورئيسة الحكومة تيريزا ماي في الانتخابات المحلية الأكبر في البلاد منذ عام 2015.
وأعرب النواب المحافظون عن تخوفهم من هزيمة قاسية نتيجة انتقام الغاضبين من أنصار معسكري الخروج والبقاء في الاتحاد الأوروبي على السواء من أداء حكومة المحافظين بزعامة ماي في ملف بريكست.
يذكر أنه في انتخابات 1995، خسر حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء آنذاك جون ميجور، أكثر من ألفَي مقعد في المجالس المحلية في هزيمة قاسية.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970