غــزة تشـيّع شـهداءها.. مطالبات فلسطينية بلجم العربدة الصهيونية وتأمين الحماية للفلسطينيين

في الوقت الذي يمعن فيه كيان الاحتلال بجرائمه واستيطانه وانتهاكاته لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية يقف المجتمع الدولي بكل مؤسساته متفرجاً على الفظائع الصهيونية من دون أن تحرك المجازر التي يرتكبها كيان الاحتلال فيه ضميراً إنسانياً، ومن دون فرض أي روادع على الكيان الغاصب تلجم عدوانه وتجرمه دولياً وتخضعه للمحاسبة، في هذا السياق طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومنع إمكانية تجدده وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين منوهاً بأنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف صامتاً أمام جرائم الاحتلال بحق المدنيين، ولا يمكن لأحد أن يكون حيادياً أمام صور جثث الأطفال ولا نقبل البيانات التي توازن بين المجرم والضحية لافتاً إلى أن العدوان الصهيوني الغاشم الذي استهدف المدنيين كانت حصيلة ضحاياه 27 شهيداً منهم 3 أطفال وجنينان توفيا في أرحام أمهاتهم، و150 جريحاً منهم العشرات من الأطفال إضافة إلى أن هذا العدوان ضرب البنية التحتية في غزة وشرّد عشرات العائلات من بيوتها.
في السياق ذاته طالب رئيس دائرة شؤون اللاجئين في السلطة الفلسطينية أحمد ابو هولي الأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من الجرائم المتكررة التي ترتكبها حكومة الاحتلال بحقه دون حسيب أو رقيب من المجتمع الدولي، مضيفاً إن حكومة الاحتلال ارتكبت جرائم بشعة خلال عدوانها على قطاع غزة لافتاً إلى أن ما حدث يستوجب من المجتمع الدولي ملاحقة متزعمي الاحتلال ومحاسبتهم على جرائمهم وألّا تقف موقف المتفرج والصامت تجاه هذه الجرائم
من جهتها قالت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية إن الاحتلال دمّر عشرات الوحدات السكينة بشكل كامل وآخر بشكل جزئي جراء العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة لافتاً إلى أن الاحتلال دمّر 130 وحدة سكنية بشكل كامل، و700 وحدة بشكل جزئي، مشيراً إلى أن هذه الإحصائية أولية.
بموازاة ذلك شيّعت جماهير فلسطينية غفيرة أمس جثامين عدد من الشهداء الذين ارتقوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانطلقت مواكب التشييع من عدد من المستشفيات في مدينة غزة وشمال القطاع، ووسطه، باتجاه منازل الشهداء قبل مواراتهم الثرى وكانت الطواقم الطبية في قطاع غزة تمكّنت أمس من انتشال جثماني شهيدين ارتقيا في غارة إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وأفادت المصادر الطبية، بوصول جثماني الشهيدين طلال عطية محمد أبو الجديان، ورغدة محمد محمود ابو الجديان إلى المستشفى بعد انتشالهما من تحت أنقاض شقتهم والتي تم استهدافها أمس بصاروخ مباشر من قبل طائرات الاحتلال وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 27، بينهم أطفال رضع ونساء، إضافة إلى إصابة أكثر من 170 آخرين بعضهم في حالة الخطر.
على صعيد متصل قالت القناة «الثانية في تلفزيون الاحتلال إن متزعمين في جيش الاحتلال وجهوا انتقادات لتصرفات قائد اللواء الجنوبي في جيش الاحتلال ووفقاً للقناة الصهيونية فإن ضباطاً صهاينة اتهموا قائد اللواء الجنوبي بجيش الاحتلال بإصدار تعليمات أدت إلى إصابة ضابط ومجندة في قوات الاحتلال رصاص قناص فلسطيني من قطاع غزة، وأوضحت القناة الصهيونية أن الضباط الصهاينة اعتبروا أن قرارات قائد اللواء الجنوبي في جيش الاحتلال «لم تكن مهنية»، حيث قالوا إن القوة مكثت لفترة طويلة في نفس المكان الذي كان مكشوفاً للقناصة الفلسطينيين في قطاع غزة ، وكان من الممكن أن ينتهي الحدث بشكل أكثر ضرراً.
يذكر أن ضابطاً من جيش الاحتلال أصيب بجروح خطيرة بعد إطلاق النار عليه من قبل قناص فلسطيني، كذلك أصيبت مجندة بجروح طفيفة حيث كانت تقف في نفس المكان.
من جهة اخرى أكد مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات أن الرد على ما يسمى «صفقة القرن» المشؤومة يكون بالتمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية، مشددا على أن فلسطين لم ولن تخول أحدا للتفاوض عنها، موضحا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وبدعم من إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب يعمل على إلغاء حل الدولتين واستبداله بنظام الفصل العنصري الذي يقوم على أساس إنكار الوجود الفلسطيني كشعب له حقوق وطنية أولها حق تقرير المصير، وهو بالضبط ما يعبر عنه قانون القومية العنصري الذي يستند تنفيذه على إنكار وجود الشعب الفلسطيني صاحب الارض تاريخيا ، مضيفا أن إدارة ترامب شريك إسرائيل في جرائمها و في محاولة إنكار صفة الشعب عن الفلسطينيين، مضيفا إلا أن هذا التوجه الاميركي وقح ، مشيرا إلى أن محاولات إنكار الشعب الفلسطيني جربتها الحركة الصهيونية وقوى الاستعمار منذ وعد بلفور ومصيرها كان الفشل، وسيكون مصير هذه المؤامرة الفشل الحتمي.
وأشار عريقات إلى أن الإدارة الأميركية تريد إضعاف صمود الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، كقطع المساعدات عنه، ومحاولة إلغاء «الأونروا»، ووقف المساعدات حتى عن المستشفيات في القدس، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وإغلاق القنصلية الأميركية في القدس المحتلة مشيراً إلى أن من ضمن أبرز الأهداف التي تسعى أميركا لتحقيقها، هي إلغاء المرجعيات الدولية الخاصة بتسوية الصراع التي تستند إلى القانون الدولي، واستبدالها بالإملاءات الأميركية وفقاً لقواعد جديدة تقوم على أساس ما تم فرضه من وقائع احتلالية على الأرض، وعلى أساس ما يمليه الجانب الإسرائيلي.
ميدانيا استشهد ظهر امس أسير محرر من طولكرم خلال مطاردته من قبل شرطة الاحتلال في الداخل الفلسطيني المحتل وأفادت مصادر فلسطينية أن الشاب أمجد جمال قلق من بلدة عتيل شمال طولكرم وهو أسير محرر استشهد لدى مطاردته من شرطة الاحتلال في مدينة قلنسوة في الداخل الفلسطيني المحتل مشيرة إلى أن شرطة الاحتلال لاحقته وأطلقت النار عليه بشكل مباشر ما أدّى لاستشهاد حيث أبلغت عائلته بذلك.
وكالات – الثورة
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
رقم العدد : 16971