خطوات الجيش في ريف حماة ترسم ملامح تحرير الشمال.. مساحة مناورات محور العدوان تضيق .. ومقامرات أردوغان خاسرة
في ظل كل المتغيرات التي تعتلي مشهد الاحداث في سورية والتي تخوض غمارها معظم دول التدخل غير المشروع في شؤونها، وتقلبات تلك الدول بين التصريحات ونقيضها.. يبقى ثابت واحد تسير عليه الدولة السورية في تعاطيها مع تلك المشاهد على اختلاف اتجاهاتها وتصوراتها، فيظهر من خلال اطلاق الجيش العربي السوري صافرة البدء لتنفيذ مهامه التحريرية للمناطق المتبقية تحت سيف الارهاب الاخواني الاميركي.
فمع تنصل رئيس النظام التركي رجب اردوغان العلني من اتفاق سوتشي وتواصل تنفيذ الخروقات من قبل ارهابييه على مواقع الجيش العربي السوري دخلت المنطقة ضمن زمن العمل العسكري الذي تقوده القوات الباسلة للجيش العربي السوري هناك بحيث لا يمكن حتى تحقيق الهدف النهائي من الحسم وهو التحرير وتأمين المدنيين الذين تستهدفهم التنظيمات الارهابية، من دون تحرك الجيش واضعاً خلفه كل محاولات محور العدوان لإيقاف العملية العسكرية أو تأخيرها، والتي كان آخرها ما يقوم به عملاء انقرة من محاولات لايقاف التقدم السوري نحو إعادة كافة المناطق وتحريرها.
عمليات الجيش افتتحت بداياتها بعدة انجازات في ريف حماة تمكنت خلالها من استعادة السيطرة على عدة مناطق، باتجاه منطقة الاتفاق حيث أكدت مصادر إعلامية أن العملية العسكرية بدأت على جبهة ريف حماة وتمكنت من السيطرة على تل عثمان وبلدة ومزارع البانة «الجنابرة» في ريف حماة الشمالي الغربي، وأن الجيش العربي السوري بدأ منذ ساعات الصباح الأولى تنفيذ سلسلة من الرمايات الصاروخية والمدفعية الكثيفة مع تغطية جوية على عدة محاور في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، تبعتها عملية اقتحام نفذتها قوات المشاة على المحور الشمالي لريف حماة.
وكانت ميليشيات «درع الفرات» الارهابية الموالية لتركيا قد سعت لخلق ذرائع لجيش النظام التركي لمهاجمة مواقع للجيش العربي السوري في محاولة لتأجيل العملية العسكرية السورية باتجاه إدلب، حيث استهدفت الميليشيات الارهابية أمس الاول مواقع جيش النظام التركي داخل الأراضي السورية.
وأكدت مصادر ميدانية أن الإرهابيين الموالين لتركيا تقدموا نحو مواقع الجيش العربي السوري بقرية مرعناز بدعم ناري من جيش النظام التركي، وحاصر الجيش العربي السوري الإرهابيين الذين استغاثوا بالقوات التركية، فوقعت في حقل ألغام خلال محاولتها إنقاذهم.
ورأى محللون أن ما قام به الارهابيون لا يمكن أن يتحقق من دون موافقة رسمية تركية، ما يعد تجاوزاً للاتفاقات مع الجانب الروسي، وأن أي عمل سيقدم عليه الجيش العربي السوري سيكون للحفاظ على الأرض وتحريرها من الإرهابيين وداعميهم ومشغليهم الأتراك، وسيكون شرعياً ومبرراً ومنطقياً في ظل عدم الالتزام بالاتفاقيات المعقودة.
هذه المرة ايضاً تخطئ أنقرة حساباتها بالهجوم على مناطق تواجد وحدات الجيش العربي السوري في ريف حلب الشمالي، بغية تغيير خريطة السيطرة فيه، ولثني الدولة السورية عن بدء تنفيذ عملياتها العسكرية في أرياف حماة وإدلب.
ويأتي العمل العسكري السوري رداً على كل الخروقات التي تنفذها التنظيمات الإرهابية المنتشرة في محافظة إدلب وما حولها والتي من المتوقع بحسب معلومات تحضر لتنفيذ اعتداءات على المناطق الآمنة ومواقع الجيش بريفي حماة واللاذقية الشماليين تنفيذا لأجندات مشغليها في الخارج من خلال نقل المزيد من الأسلحة والزج بأعداد كبيرة من إرهابييها. في غضون ذلك وفي ظل التوتر الحاد والفلتان الأمني الذي يسود المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الارهابية الموالية لتركيا، جرح مدنيون بانفجار دراجة نارية في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وأكد مصدر ميداني أن دراجة نارية مفخخة انفجرت صباح أمس، ببلدة قباسين في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما تسبب بإصابة 7 مدنيين على الأقل. وتشهد المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الارهابية الموالية لتركيا صراع نفوذ مستمر بين تلك الفصائل بالإضافة إلى حالة فلتان أمني من تفجيرات واغتيالات وعمليات اعتقال وخطف راح ضحيتها عشرات المدنيين.
أما الولايات المتحدة الاميركية فلا زالت تسعى لتدمير بنية الدولة السورية وتقسيمها إلى كنتونات متصارعة مستقبلا، فهي تحاول مع تركيا الى الولوج في تلك الاطر عبر مزيد من دعم الارهاب واقتسام المساحات الجغرافية واللعب على اوراق الخلافات الهزلية. وبحسب خبراء عسكريين فإن الدور التركي يعزز تلك الخطط الأميركية ويراهن على مساحة جغرافية تحت اسم «المنطقة الآمنة»بمزاعم حماية الحدود التركية وحفظ امن تركي مزعوم، ويبدو أن كل الدول بدأت اليوم في سيناريو احتلال أجزاء من الدول الأخرى من أجل تحصين حدودها وجغرافيتها كما يدعي رئيس النظام التركي.
فتركيا تقوم باللعب نيابة عن الولايات المتحدة في حين أن أميركا تلعب تلك اللعبة مع مرتزقة «قسد»، في الوقت ذاته تلعب تركيا ضد مرتزقة «قسد»، وكلاهما يلتهم «قسد» ويسعى لالتهام الجغرافيا السورية، لكن دون طائل فعمليات الجيش العربي السوري العسكرية لتحرير ما تبقى من المناطق قادمة لا محالة وإن أفردت الدولة السورية بعض المساحات وقدمت مزيداً من المرونة للوقوف عند بعض النقاط التي قد تؤدي الى حلول سلمية.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
رقم العدد : 16971