واشنطن تتعلق بقشة التهديد.. وأوروبا تئن تحت الضغط الأميركي.. إيران: التصعيد العسكري لعبة خطيرة.. ولن نتفاوض بالإكراه
على وقع التهديدات الأميركية المتصاعدة، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني التأكيد على أن إيران لن تخضع أو تستسلم أمام الإملاءات والضغوط الأميركية.
ووصف روحاني في خطاب بث مباشر عبر التلفزيون الرسمي الإدارة الأميركية بمجموعة من «السياسيين المبتدئين بأفكار ساذجة»، قائلا إن ترامب تراجع عن تهديداته ضد طهران، بعدما نصحه مساعدون عسكريون بعدم خوض حرب مع الجمهورية الإسلامية.
وأضاف روحاني قائلا: إن «وحدة الأمة الإيرانية» غيرت قرار ترامب بشن الحرب، مؤكدا أنه لا يمكن للرئيس الأميركي النيل من عظمة إيران، ولا يمكن لواشنطن أن تخضع طهران.
وكان الرئيس الإيراني كشف أول من أمس أن الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية طالبت مرات عدة إيران بعقد مفاوضات معها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية طالبت أكثر من 8 مرات بعقد مفاوضات مع الجانب الإيراني خلال عام واحد.
وأضاف روحاني، قائلا: على الرغم من مقترحات الولايات المتحدة، اليوم ليس هو الوقت المناسب للمفاوضات، ولكن حان وقت المقاومة والمرونة.
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية إلا إذا أظهرت واشنطن احتراما لطهران، مشددا على أن التصعيد العسكري في المنطقة لعبة بالغة الخطورة.
وقال ظريف في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية نشرته أمس: التصعيد العسكري الكبير في منطقة صغيرة، قابل للحوادث، ويتطلب حذرا شديدا، والولايات المتحدة تلعب لعبة بالغة الخطورة. وأكد ظريف أن إيران لن تخضع للتهديدات، قائلا: لن تتفاوض إيران مع الولايات المتحدة بالإكراه مطلقا، لا يمكنك أن تهدد أي إيراني وتتوقع منه الاندماج معك، الطريقة الوحيدة لذلك هي الاحترام، وليس التهديدات.
ولفت ظريف إلى أن إيران تصرفت بحسن نية للحد من القدرات النووية مقابل رفع العقوبات عنها إلا أن الأطراف الأخرى لم تقابل ذلك باحترام وتقدير.
وفي وقت سابق أمس صرح مساعد وزير الخارجية الإيراني، بهزاد صابري أنصاري، بأن على أوروبا أن تتحمل تكلفة موقفها، موضحا أن السياسة الإيرانية الجديدة مرهونة بالموقف الأوروبي من الآلية المالية.
كما قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، إن الدول الأوروبية عالقة في الاتفاق النووي، وغير متمسكة بتنفيذه ولن تنفذ «اينستكس» (آلية خاصة للمعاملات التجارية مع إيران لتجاوز العقوبات الأمريكية). وبين فلاحت بيشه أن أوروبا لا تلتزم بوعودها في إطار الاتفاق النووي، وهي غير مستقلة وتنتظر المستجدات الأخيرة بين إيران وأميركا دون لعب أي دور مهم.
وفي واشنطن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيجري محادثات مع الإيرانيين عندما يكونون مستعدين، معتبراً أنّ طهران أبدت عدائية شديدة حسب زعمه.
وقال ترامب إن إيران سترتكب خطأ فادحا للغاية وستواجه قوة هائلة إذا عرّضت المصالح الأميركية في المنطقة للخطر حسب تعبيره.
وفي باريس قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير في مؤتمر صحفي أمس أن الأوروبيين يواجهون ضغوطا هائلة من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتجارة مع إيران، وأن التهديدات الإيرانية بالانسحاب من الاتفاق النووي مع القوى العالمية لا تفيد فيما يتعلق بهذا الأمر.
جدير بالذكر أن إيران أمهلت في الثامن من الشهر الجاري الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، 60 يوما لتأكيد التزامها بالاتفاق، من خلال القيام بخطوات عملية في إطار الآلية المالية «اينستكس» لتسهيل التبادل التجاري والمعاملات المالية بين الجانبين.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الأربعاء 22-5-2019
الرقم: 16983