خربته الحرب.. وطالته يد الارهاب،كما فعلت مع الكثير من أبنية لم يكن لها هم سوى نشر الفكر والوعي والجمال.. انه مقر اتحاد الفنانين التشكيليين في حمص،الذي اعيد بناؤه،وهاهو يعود ليشكل ملتقى فنيا.. كيف جاءت هذه العودة،وماهي ابرز ملامح المرحلة الفنية المقبلة.. ومحاورعديدة يجيبنا عليها رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص «أميل فرحة»..
– أثرت الحرب على مقر اتحاد الفنانين التشكيليين وعملكم مثل كافة القطاعات بحمص فكيف ظهر تأثيرها؟
— كان تأثير الأزمة بشكل كبير على مقر الاتحاد بسبب العمليات الإرهابية وتعرضه للخراب بشكل كامل، حيث أصبح غير مؤهل للقيام بأي نشاط خلال فترة الأزمة التي امتدت لسبع سنوات, ثم بدأنا العمل على إعادة تأهيل المقر بالشكل اللائق ضمن إمكانيات محدودة جداً لإعادة تأهيل, فكنا نطرق أبواب المتبرعين وبعض الجهات الرسمية, حيث قامت بعض الجهات بتقديم التبرعات العينية لإعادة تأهيل المكان مثل نقابة المهندسين ونقابة الأطباء ومديرية الثقافة..
– متى تم تفعيل عمل مقر اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص وعدتم لممارسة نشاطاتكم؟
— بدأ العمل عندما أعلنت حمص مدينة خالية من الإرهاب, عدنا لتأهيله استمرت أعمال الترميم من عام 2016حتى بداية 2017, حيث أقمنا أول معرض جمع فناني حمص شارك فيه 30 فنانا من مدينة حمص و60 عملا بين الرسم والتصوير والنحت ومنذ ذلك الوقت أصبح لدينا معارض تخصصية..
وقد أقمنا معرض حمص القديمة بمشاركة 25 فنانا لأول مرة بعد الأزمة 2019, والمعرض الخاص بفن البورتريه الذي أقيم كذلك في 2019, وكانت هذه المعارض ضمن خطة الاتحاد بإقامة معارض متنوعة, ونقوم بمعرض للهواة كل عام في الشهر الثامن حيث يعتبر مقر الاتحاد النافذة الوحيدة الذي تخرج بها أعمالهم للنور من خلاله فتبرز إمكانياتهم بصفتهم رافدا رئيسيا للحركة التشكيلية بحمص.
– هل توقفت نشاطات الاتحاد خلال فترة الأزمة بشكل نهائي؟
— لا, لم نتوقف بل أقمنا العديد من المعارض في صالة كلية الهندسة المعمارية بجامعة البعث كمعرض تحية ل17 نيسان..
– هل توجه اتحاد الفنانين التشكيليين للأطفال وكيف ذلك؟
— نعم, حيث أقمنا معرضا لفن الأطفال شارك فيه مجموعة من طلاب مدارس حمص وهي عبارة عن أعمال تباينت بين قلم الرصاص والألوان المائية والشمعية والخشبية في عام 2019.
وأقمنا مسابقة للأطفال الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة, حيث وزعنا ثلاث جوائز للفائزين وقد ترافق مع معرض خاص بالكتب الفنية المصورة الخاصة بأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
والعديد من معارض التصوير الضوئي منها المعارض الخاصة والمعارض المشتركة لمجموعة من المصورين الضوئيين..
– ماهي خططكم المستقبلية لتنشيط الحركة الفنية بحمص؟
— حالياً لدينا خطة لإقامة عدة معارض متنوعة وتخصصه بالإضافة لبعض النشاطات الفنية الثقافية كعرض بعض الأفلام الوثائقية عن حمص وسورية والعالم, ونحضر حالياً لورشة عمل للامتزاج مع الطبيعة برسم الطبيعة مباشرة وإقامة معرض خاص بفن الطبيعة خلال شهر أيار.
ونعمل على إحداث مكتب شؤون المهنة (عمارة داخلية أو ديكور), لتفعيل دور هذا المكتب فيما يتعلق بالرخص الممنوحة لأي جهة لديها أعمال ديكور سواء خاصة أو عامة, نحن الآن بصدد انتظار التعليمات التنفيذية لتفعيل القرار لمساعدتنا بإيجاد آلية لتنظيم ضبط التصاميم للمحلات والمطاعم بإشراف فرع اتحاد الفنانين التشكيليين, بهدف تأمين فرص عمل لبعض مهندسي الديكور المنتسبين للنقابة, وتأمين ريع للاتحاد ليساهم في تحسين أدائه..
– اتحاد الفنانين التشكيليين هو الداعم للفنانين فماذا يقدم لهم ضمن إمكانياتكم المتواضعة؟
— نقوم بتقديم كافة التسهيلات لإقامة أي معرض خاص أو جماعي للأعضاء مع طباعة الدعوات و البروشورات الخاصة بالمعرض على نفقة الاتحاد, وقد أحدث صندوق جديد للاتحاد هو صندوق تقاعد للفنانين التشكيليين المنتسبين والمسددين كافة الالتزامات, حيث سيحصل كل فنان وصل لسن الستين على راتب تقاعدي, وسيجري العمل على هذا القرار خلال شهر أو شهرين..
– ماهي العقبات التي تواجه عمل الاتحاد؟
— من أبرز العقبات عدم وجود إمكانيات مادية كبيرة لتفعيل دور الاتحاد بشكل أوسع كإقامة ملتقيات ومعارض على مستوى سورية والقيام بدعوة فنانين من خارج المحافظة..
– ما انعكاس الأزمة على أعمال ونتاج الفنانين؟
— كان تأثير الأزمة كبيرا حيث أن العدد الأكبر من الفنانين أصبحوا خارج المحافظة لعدم وجود مراسم وضعف الامكانيات المادية لشراء المواد الأولية ماعدا التأثير على الناحية النفسية حيث أصبح الفنان يسعى لتأمين قوت يومه, ونتيجة غلاء الأسعار أصبح العمل على رسم لوحة يشكل عبئاً كبيرا على الفنان..
– من موقعك كرئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص ما رؤيتك للحل؟
— من أبرز الخطوات لك نعود لتنشيط الفنانين التشكيليين بالتوجه لبعض شركات القطاع العام ومديريات المحافظة وبعض رجال الأعمال لاقتناء أعمال المعارض التي تقام، حيث يكون لهم دور بتسويق وشراء بعض أعمال الفنانين,كما فعل فرع حزب البعث الاشتراكي بحمص حيث قام باقتناء عملين كخطوة تشجيعية للفنانين,ونتمنى أن تحذو حذوه بقية الجهات والقطاع العام..
ويقوم الاتحاد بفتح أبوابه للفنانين الذين لا يملكون مراسم حيث خصصنا صالة بالاتحاد لإقامة ورشة عمل دائمة للفنانين يرسمون فيها تستمر من الصباح حتى المساء ممن يرغبون بالرسم..
– نلاحظ أن لدى الاتحاد العديد من النشاطات التي تتجاوز حدود المعارض الفنية,حدثنا عنها؟
— نقوم ببعض الأمسيات الشعرية في حديقة الاتحاد وبعض الأمسيات الموسيقية بهدف تحفيز الحركة الثقافية وتشجيع الناس لارتياد مقر الاتحاد خلال فصل الصيف وخصوصا خلال الفترة الماضية, ويدخل في خطتنا القادمة للاتحاد أمسيات موسيقية مرافقة للمعارض الفنية..
سلوى الديب
التاريخ: الاثنين 27-5-2019
رقم العدد : 16987
