قبـــس مـــــــن نــــــور

نقتبس من نورٍ, ومن رقة حلمٍ يبتدئ المشوار..
«يُقال» كل عنده مشوار ولوتعب منه الزمن يجب أن يبتدئ من الحلم الصغير وقبسه الجميل نقتبسُ من الشيء, ونطلُ على نوافذ وعده, وملهاة أمره, نقتبس من روعة وعده, نقتبسُ من مُشكّاة أمره, ونورٍ من وهج شمسه من مقولات فجره علائم تستكين حيث هو, وحيث كل شيء يقول: وغادق من المحبة شذى المحبة يغدق علينا, يغدقُ فصولاً لا مُتناهية في مدّها وجزرها, وفي قبسها الذي يجب أن يستوطن في ثنايا كل نفسٍ حالمة الأشياء, حالمة الجمال بمعناه الأفصح..
نقتبس بشائر من كلامه, ولغةً تقاربُ ونجد هيامه.. إذ بُدئ الحلم وكأنه عزف جميل بثنايا كل منا.. وكأنه يمام نور ينتقل عطره من مكانٍ لآخر.. ينتقلُ سرّه إذ يقول: وجُلَّ الحلم إذ ما كنا أهلٌ له..
وإذ كان بين قوسي ما نبتغي كتابته, نبتغي إيداع ودائعه بين سرائر النفس التواقة وبين عظمة, وبيان حلمه الواعد ربّما, بيان سرّه, ومكنون الشيء إن أمكن الإبقاء على وصفه, على قمره الواصف والموصوف, وبحار ديجوره, ديجور المدى الواقع بين استكانة وأخرى, الواقع بين سطور المحبة وعنفوانها, سطور حلمها البادي على معزوفة الزمان.. وكأنه ذاك الشيء الذي يُعزفُ للتوّ, ويُنثر كلامه فوق حاجيات الحلم, فوق المداد وما أجمله من حلم !
ما أجمل عناوين الشمس الهاطلة علينا نوراً.. الهاطلة محبةً, وحلم لاتنتهي سرائر المدّ فيه.. زهره يحمل عطر التكوين الأول, ورّبما الالتقاء على شط ما نبتغي البوح عنه, على شط ما نبتغي نشره, حيث المحار وجماله الموصوف ربّما..
المحار الموصوف بلغة الاكتمال إذ زار جماله البدر في أوائله, أوائل الشيء الذي يُرادُ النظر إليه ويبتغي التفكّر في ماهية وجوده, وجود سنبله وإن علا مقامُ الشيء التابع له, فالشيء بالشيءِ يُذكر ويُرمزُ جماله, ضمن أطر لا يلبثُ أن يزدانُ وقتها بشيءٍ آخر..
يرسمُ في مداد الحلم وفي بعض عناوينه, ويمتثلُ وكأنّه ذلك القبس يتجسد من نورٍ, من حلمٍ يعرف وجه الأحبة, يعرف وجوها تجعدَ الزمن عليها, فأصبح كمعزوفة تبكي جمال ما تعزف, وتسألُ هل يكتملُ الحلم في أعوامه المديدة حيث تُشرق شموسه مواعيد مشتاقة..
وحيث يشرق الوجع, صلاة ومواعيد, وبيارق مسكونة الرقي, مسكونة في تلافيف الذاكرة الوقتية, وفي ثنايا ما نطمح إليه, كحلمٍ ننسجُ شرائعُ ودّه, ننسجُ أشرعة من ذوات وجعنا نحن, ومن نطقها, نطقُ الوقت البريّ, حيث هي تنطقُ ربّما بحلمها الأوحد, بحلم مُتعدد الأشرعة, مُتعدد الأزمنة, غروبه يُقارب شروقه بلغة الانتماء, لغة الإتيان حواكير الزمن, إلى حواكير حلمنا نحن, إذ لم, ويُغادرُ زيتونه وبياراته إلى حيث تكثر حالات التأسف..
ونقتبسُ من حلمٍ تعلومقامه ضحكات توزعُ رغم الجراح, توزع على موائد أومدائن زيتونها شرقي وغربي الألفاظ, يُرفع في مُشتبه الأمر.. وفي لُجين وقته المُشتعل أشجاناً.. تسموبه في مبتدأ ما يود الابتداء به.. من حيث عظمة الحلم وشعاع فجره, شعاع مجده وأنواره.. ومن حيث نحن, وأين موقعنا من عظمة فعله ومن عظمة ذاك النور الذي يحتوينا, ومن ثم يرتسم الحلم بين قوسيّ كلامه.. محبة ً وطموحاً, سرّه لا ينتهي مادام هناك «قبسٌ من حلمٍ».. نرنو إليه ويرنو إلينا على مدى الأزمان.

 

منال محمد يوسف
التاريخ: الثلاثاء 28-5-2019
الرقم: 16988

 

آخر الأخبار
دمج الأطفال بأنشطة حسية ولغوية مشتركة تعزز ثقتهم بأنفسهم     إغلاق مصفاة حمص وتحويل الموقع لمستشفيات ومدارس        لبنان في مرمى العزلة الكاملة.. "حزب الله" يسعى وراء مغامرة وسوريا ستتأثر بالأزمة    وزير الطاقة: تخفيض أسعار المشتقات النفطية لتخفيف الأعباء وتوازن الاستهلاك     الرئيس الشرع: الإدارة الأميركية تتفق مع هذه الرؤية   "مجلس الشيوخ" الأميركي يقرّ اتفاقاً لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد  درعا تعيد صوت الجرس إلى ثلاث مدارس   أميركا تخطط لبناء قاعدة عسكرية ضخمة قرب غزة بقيمة 500 مليون دولار  وسط صمت دولي.. إسرائيل تواصل انتهاكاتها داخل الأراضي السورية بهذه الطريقة  تعاون مرتقب بين "صناعة دمشق" ومنظمة المعونة الفنلندية  "التربية والتعليم" تعزز حضورها الميداني باجتماع موسع في إدلب 80 فناناً وفنانة في مبادرة "السلم الأهلي لأجل وطن"  خسائر بأكثر من سبعة ملايين دولار بسبب فساد في القطاع العام     ترامب يحذر الشرع من إسرائيل:  هل بقيت العقبة الوحيدة أمام سوريا؟   تنفيذ طرق في ريف حلب ب 7 مليارات ليرة  الكهرباء تكتب فصلاً جديداً في ريف دمشق.. واقع يتحسن وآمال تكبر السكك الحديدية السورية.. شريان التنمية في مرحلة الإعمار  بمشاركة سوريّة.. الملك سلمان يتحدث في مؤتمر "من مكة إلى العالم" جودة الخبز ورفع الجاهزية على طاولة التجارة الداخلية  "مهرجان تسوّق حلب".. عودة الألق لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي