بسبب عدم تمكن البلديات من الحصول على مخصصاتها من المبيدات الحشرية في الوقت المناسب، ناهيك عن عدم ترحيل القمامة والنفايات إلى المكبات النظامية، اجتاحت خلال الأيام الماضية أنواع عدة من الحشرات، ومنها ما سجله أمس من اجتياح لحشرة البرغش في مناطق متفرقة من محافظة ريف دمشق، حيث اشتكى الكثير من المواطنين من انتشارها، وقضَّت مضاجعهم.
وفي هذا السياق؛ بين عضو المكتب التنفيذي المختص بمحافظة ريف دمشق إياد النادر استلام كمية من المبيدات الحشرية من وزارة الإدارة المحلية والبيئة، وتم توزيعها على البلديات، لافتاً إلى أنه تم تسليم كميات من المبيدات للبلديات، والمحافظة مستمرة بالتوزيع، مضيفاً أن القسم الأكبر من البلديات استلم مخصصاته.
كما أشار النادر إلى أن محافظة ريف دمشق وضمن إجراءاتها للحد من تكاثر الحشرات، طلبت من وزارة الإدارة المحلية والبيئة، تزويدها بكميات إضافية من المبيدات نظراً لاتساع رقعة المحافظة جغرافياً، وخصوصيتها الزراعية، إذ إن وجود المحاصيل والخضراوات يساعد على انتشار بعض أنواع الحشرات.
بدوره رئيس مجلس مدينة قدسيا نبيل رزمة أوضح أن المجلس قام بأعمال رش بالمبيدات الحشرية الضبابية في معظم شوارع المدينة والمناطق الزراعية، داعياً المواطنين إلى ضرورة إغلاق أكياس القمامة بشكل محكم قبل رميها بالحاويات، منعاً لانتشار الحشرات والبعوض.
كذلك نفذ مجلس بلدة ببيلا حملة رش مبيدات ضبابية ورذاذية في أحياء وشوارع البلدة بعد تأمين مستلزماتها من محافظة ريف دمشق، كما تم التركيز أيضاً على رش حاويات القمامة.
واستمرت حملات رش المبيدات في كل من الضمير، وعين حور التابعة لمنطقة الزبداني، وفي رنكوس، وغيرها من مناطق المحافظة.
إن ظاهرة غزو الحشرات هذا العام، بالإضافة إلى الذباب والبعوض، تتزايد وتظهر من حين لآخر، ما ينجم عنه التعرض لمخاطر صحية جمة جراء الظهور المفاجئ والكثيف لها، ناهيك عن أن انتشار القمامة بشكل هائل في العديد من المناطق وعدم إيجاد حلول له، يساهم بدور كبير في ذلك، لذا فالرش بالمبيدات الحشرية يعد الحل الأنجع لعدم تكاثر وانتشار مثل هذه الحشرات، لكن التساؤل المشروع: ألم يكن من الممكن التصدي لهذه الظاهرة بإجراءات احترازية واستباقية للحد من هذا الظهور والانتشار للحشرات؟ ما نلحظه أن الجهات المعنية استفاقت بعد أن اختلط الحابل بالنابل، وبدأت بتوزيع المخصصات أثناء انتشار الحشرات، أو ربما قامت بالتوزيع ولكن لم يكن هناك متابعة لاستطلاع ما إذا نفذت الجهات المعنية المهام الموكلة لها، ما ساعد على تكاثر تلك الحشرات، كما أن البعض يبرر ذلك الانتشار المفاجئ بعدم توافر المبيدات، بسبب الظروف الحالية، بالإضافة إلى التقصير بمجال النظافة وعدم الترحيل، كذلك وجود بعض مصارف الصرف الصحي المكشوفة، إذ إن أي تيارات هوائية من شأنها أن تنقل الحشرات إلى العديد من الأماكن، ما يفرغ عملية المبيدات من تحقيق الفائدة المرجوة بنسبة 50%.
فأين تكمن المشكلة، هل في فترة التوزيع، أم في عدم توافر المبيدات، أم في عدم المتابعة؟؟ أم في كل هذه الأمور؟!.
ريف دمشق – لينا شلهوب:
التاريخ: الأربعاء 29-5-2019
الرقم: 16989