عشرات الرسائل التحذيرية التي تصل جوالاتنا بغية التعامل بحذر ومسؤولية مع ارقام هواتف وأصوات مشبوهة تخفي وراءها نزعة اناس مقنعين ,مازالوا يرقصون على أوجاع المئات ممن استطالت بهم حبال أزمة لم ترحم لا قلبا ولا حجرا ولا شجرا ..
فبعد مرور ثماني سنوات من ويلاتها جربنا فيها كل خدع الحرب المجنونة علينا صغيرها وكبيرها ,من المفترض أن نكون قد تعلمنا درسا من كتابها القاسي الذي مرر لنا ما يفيض ويكفي من حيث اللعب على المشاعر والعواطف لاستدراج البعض إلى وهم الأمل الكاذب.
هؤلاء متسلحون بفنون جذب العبارات للاستقطاب واللعب على الحواس الخمس ..الرسائل التي نتلقاها يوميا بكثافة تدخل في حالة توصيف الوعي الاجتماعي وما يترتب عليه من مسؤولية في مقياس الحس الأمني والآمن على السواء .
فالحالات الشاذة في طفرات الفوضى تحتاج الى مقياس عالي الدقة للتفريق بين الوهم والحقيقة وان كان الغريق يتعلق بقشة تفاؤل كما يقال ..لعل منسوب الأذى والدمار النفسي والمجتمعي الذي لعبت عليه مفردات سيسيولوجيا الحرب المهربة والمخربة، لم تكن تأبه لخصوصية مشاعر شعب واحترام عاطفة مواطن سوري خسر بيته وعمله وهجر ارضه وفقد أبناءه مابين شهيد ومخطوف ومفقود.
فحين ينتحل تجار الحروب ولصوص الغفلة صفة أمنية عبر الهاتف او غيره لتمرير صفقة ابتزاز ,عنوانها المواطن الذي أصبح مستهدفا في كل شيء لاستغلاله أولا من الناحية الانسانية ، والإساءة إلى الدولة ثانيا لاعتبارات مختلفة أقلها زعزعة الثقة بين الناس من جهة وخلق نوع من البلبلة والشك بينهم وبين الدولة كما يخيل لجوقة الحاقدين.
وبالتالي عند تلقي أي اتصال أو رسالة للسؤال عن مفقودين أو مخطوفين أو موقوفين كما نشهده اليوم من رسائل متواترة ، من الواجب ،أو لنقل أضعف الايمان ألا تتم الاستجابة لهذا النوع من العروض الخسيسة ، التي تخفي وراءها أساليب مروعة للابتزاز واختلاس العواطف للمنافع المادية والمصالح الشخصية ،حيث يلهث وراءها هذا النوع من البشر الذين ينامون على صخب أوجاع الناس ، غير آبهين بحصانة وطن وأمن مواطن على الصعيد النفسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري .إننا نحتاج الوعي والإدراك الصحيحين لنبقى ضمن حدود مسافات الأمان الطبيعية .
غصون سليمان
التاريخ: الأربعاء 26-6-2019
رقم العدد : 17009