أم الرياضيين والطاقة الخلاَّقة.. المعلِّمة والمحامية والإعلامية الجريئة والمتألقة.. المرأة المتوثبة حياةً وروحاً، والمتدفقة عطاءً وطموحاً..
إنها «رئيسة الاتحاد العربي السوري للرياضة للجميع».. الكوتش «ثناء محمد» التي وبسبب ما تقدمه من نشاطات ومهرجانات وفعاليات رياضية متنوعة، بالإضافة إلى ما تحقِّقه من قفزاتٍ راقية في جميع محافظاتنا ولاسيما الموجوعة.. بسبب ذلك التقيناها وسألناها:
* بدأنا بالتعريف بكِ، حسب الألقاب التي قرأناها عنكِ. هل لكِ بتعريف القارئ بما لايعرفهُ عنكِ؟..
** المحامية «ثناء محمد» مواليد ١٩٧٠.. خريجة المعهد الرياضي في دمشق عام١٩٩٠.. بعد تخرجي من المعهد، أكملت البكالوريوس والماجستير في مدينة «براغ» وباختصاص «الأيروبيك» وكنت من السباقين بنشر هذه الرياضة بشكلها الأكاديمي في سورية..
لم يتوقف طموحي لدى هذا الحدّ، فقد تابعت الدراسة في كلية الحقوق، وأنا الآن محامية «فرع دمشق للاتحاد الرياضي» وكنتُ سابقاً مديراً لـ «مركز تشرين الصحي للياقة البدنية»، وبسبب احتكاكي بكل المنتخبات الوطنية لكل الألعاب، ومعرفتي بصعوباتهم ومتطلباتهم، فكَّرت بإعداد وتقديم برنامج يُعنى بالرياضيين وبالوقوف عند إنجازاتهم وإخفاقاتهم، إضافة إلى كيفية تذليل الصعوبات للنهوض بالرياضة السورية… البرنامج هو «حاجز رياضي» ويُقدَّم على قناة الميلودي FM..
* ماتملكينه من مهاراتٍ، يستحق التوقف لديه وسؤالك: كيف توفقين بينها جميعها، وهل تشعرين بالاكتفاء؟.
** الإنسان الطموح والناجح والمتعدد المواهب، في حالةِ بحثٍ دائم عما يقدمه ويفيد به مجتمعه.. هو أيضاً، يستطيع تنظيم وقته حسب متطلبات كلّ عمل يقوم به.. بالنسبة لي، فأنا والحمد لله من الأشخاص الذين لا يعرفون الملل، ولا يجعلونه يقترب من حياتهم، وأستمتعُ جداً بالتنوع الذي أجد نفسي فيه بكلِّ مجالٍ من المجالات التي أخوضها..
* يقيم «اتحاد الرياضة للجميع» دورات متتالية تخرِّج أجيالاً رياضية مُدرِّبة. برأيك، هل اتجاه أعداد كبيرة من السوريين للرياضة، سببه رغبتهم بالخلاص من تبعاتِ الحرب، أم هناك أسباب أخرى؟.
** طبعاً.. ذلك أن «اتحاد الرياضة للجميع» معنيٌّ بلجانٍ متنوعة لرياضة «الأيروبيك والرقص الرياضي واليوغا والباركور والمشي والانشطة الخارجية والركبي والرياضات الالكترونية، وله من كلِّ منها أهداف متنوعة وأهمها: نشر الرياضة الجماهيرية الصحيحة، وإشراك كلّ الفئات العمرية بالنشاطات والمهرجانات، وإقامة الدورات للمدربين والمدربات. الدورات التي تهدف إلى خلق مدرِّب صحيح بدنياً ونفسياً، وقادر على قيادة مجموعات رياضية كبيرة من المجتمع، وبشكلٍ علمي ومدروس.. هذه المجموعات هي المنوط بها بناء سورية المستقبل. أيضاً، هناك العديد ممن لا يخضعون لهذه للدورات من أجل نيلِ شهادة مدرب، بل للتعرُّف على كلِّ هذه الأنواع من الرياضة.
* يقيم أيضاً، وبالتعاون مع «المركز السوري لليوغا والتأمل» دورات ومؤتمرات لنشرِ الوعي والمحبة والتسامح. ياترى، هل ما عشناه وترك جروحاً في أرواحنا وأجسادنا، يستدعي قول: «العقل السليم في التأمل الحكيم»؟.
** الحقيقة، إنَّ ما يقدمه «المركز السوري لليوغا والتأمل» وبإشراف الأتشاريا-المعلِّم «مازن عيسى»، هو رياضةٌ لا تهذِّب الفكر والروح والجسد فقط، وإنما ترتقي بهم أيضاً.. يضاف هذا، إلى الأعمال الإنسانية التي قدَّمها المركز خلال الحرب، وللمهجَّرين في جميع محافظاتنا السورية..
لاشكَّ أن تداعيات الحرب، فرضت على المركز مسؤولياتٍ ملحَّة لنشرِ ثقافة المحبة والسلام، وخصوصاً لدى الأطفال ممن كانت رسالته لهم ومن أجلهم «لا للعنف عند الأطفال».. الرسالة التي سعى لتوصيلها من خلال كادر وطني متطوع ضمن محافظات «حلب واللاذقية وحمص وريف دمشق» أي بالمناطق التي طالتها يد الإرهاب الذي تركَ أثراً سيئاً في نفوس أطفالنا وأبناء مجتمعنا.. الأبناء وكذلك المعلمين الذين تركت هذه الرياضة لديهم، ولاسيما بعد انتشارها في المناطق الساخنة، أثراً إيجابيا ومؤثِّراً، جعلهم يدركون أنه «بالمحبة تبنى الأوطان».
* لقد كان لجرحى الجيش العربي السوري، نصيبٌ كبير من اهتمام اتحاد الرياضة للجميع. كيف كانت تجربتكم معهم، وكيف أخضعتم صعوبات تأهليهم رياضياً؟.
** نعم، لقد سعينا لإقامة دوراتٍ «رياضية وتدريبية» لجرحى الجيش العربي السوري وأبطال الحرب.. سعينا لذلك، بالتعاون مع «المركز السوري لليوغا والتأمل» الذي كان له النصيب الأكبر في استقطابهم لرياضة اليوغا والتأمل، وكذلك في تقديم الدورات والدروس التي تهدف إلى مساعدتهم على الاستشفاء الذاتي..
حتماً كان هناك صعوبات لتأهيلهم لكن، لا صعوبات إلا وتُخضعها إرادة الحياة فينا، وإرادة الحياة لدى رجالٍ أخضعوا العالم بأكمله..
* «سورية ولاَّدة» هو شعارك، ورسالتك «سورية الحياة المتعافية».. لمن توجهين هذه الرسالة، وهل من رسالة أخرى أو أمنية؟..
** شعاري دائماً وأبداً «سورية ولادة» بأبنائها الذين هم مستقبلها، وهذا ما أثبتناه عبر مشاركتنا بمهرجاناتٍ أقيمت في المناطق التي طالتها يدُ الإرهاب، ولاسيما في «ريف دمشق وحماة والسلمية والحفة».. بالتأكيد، «سوريا هي الحياة المتعافية» فمن رحمِ الالم يولدُ الأمل، والمستقبل لنا، وأقول دائماً: لولا صمود جيشنا وتضحيات أبطالنا ودماء شهدائنا التي سقت أرضنا، ماكنَّا وُجدنا، ولا أكملنا مسيرتهم..
* أختم بسؤالك، عن «مهرجان اليوغا والتأمل العالمي» الذي أقيم مؤخراً «من أجل السلام الكوني».. ماقولك عن هذه الرياضة التي فرضت حكمتها بدأب القائمين عليها، لنشر المحبة والسلام بين أبناء شعبنا؟.
** في كلِّ عامٍ، نحتفل يوم 21 حزيران، وبمشاركة ١٩٧ دولة، باليوم العالمي لليوغا، وهو قرارٌ من هيئة الأمم التي خصَّصت هذا اليوم للاحتفال بإحلال السلام الكوني، ولأن سوريا من السباقين في إقامة المهرجانات بـ «حلب واللاذقية ودمشق» سيكون احتفالها هذا العام بدمشق، وفي ملعب الجلاء الذي سيشهدُ رسالة «المهاتما غاندي»، ورسالتنا الداعية إلى المحبة والسلام الكوني..
هفاف ميهوب
التاريخ: الأربعاء 26-6-2019
رقم العدد : 17009