الثورة – دمشق – ثورة زينية:
في خامس جلسات لأجل “دمشق نتحاور” التي انعقدت في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق، لم تكن هذه المرة بحضور أهالي ومنظمات المجتمع المحلي، بل كانت مخصصة لأساتذة الجامعة في اختصاصات الهندسة المدنية والمعمارية، ومجموعة من الكوادر المتميزة في المجال الهندسي من محافظة دمشق، وعدد من المكاتب المتخصصة، وخبرات سابقة في هذا المجال، للحوار حول “المصور التنظيمي العام لمدينة دمشق ومحيطها الحيوي”، الدراسة السابقة للمخطط التنظيمي “ايكوشار” لعام 1986 ودراسة شركة خطيب وعلمي لعام 2008 وتقييم الدراستين السابقتين، وصولاً إلى تحديد الأسس اللازمة لإعداد مصور عام جديد لمدينة دمشق، وضمان توافق المصور العام مع التحديات الراهنة واحتياجات المستقبل، وتعزيز المشاركة المجتمعية في عملية التخطيط، ووضع رؤية إستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، والحفاظ على هوية دمشق.
الجلسة التي استمرت لأكثر من أربع ساعات متواصلة، كان الحوار فيها هذه المرة مختلفاً من حيث السوية العالية للغة الأرقام والمخططات، ولم تتطرق إلى المواضيع التي تناولتها الجلسات الماضية من هذا الحوار المستمر.
أكثر تخصصية
وشملت الجلسة عدة محاور تضمنت تقييم الدراسات السابقة وإعداد دراسة جديدة للمصور العام والحفاظ على الطابع التاريخي والثقافي، ومعالجة واقع المخالفات وإستراتيجيات جديدة للتخطيط والإدارة والتنفيذ، وإشراك المجتمع والتشاركية، وتم التصويت على كل محور على حدة، وصوت المشاركون بالأغلبية على ضرورة إعداد دراسة جديدة لمصور عام لمدينة دمشق بسبب انتهاء الأمد التخطيطي للدراسات السابقة وتأثير التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية.
قصور المخطط التنظيمي
محافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي، أكد خلال الجلسة أنه لولا قصور المخطط التنظيمي لعام 1968 لما ظهرت 19 منطقة مخالفات بدمشق، لذلك نحن مهتمون بالمحيط الحيوي، ولكن ليس بالتوسع بشكل دائري، والذي قضى على الغوطتين، وإنما كان يفترض علينا التوسع نحو المناطق الغربية القاحلة، لافتاً إلى التركيز على عدة محاور أهمها الهوية البصرية لدمشق حتى 2030 وآلية التوسع بالمساحات الخضراء، والاستفادة من الموارد البشرية، مضيفاً: لا يخفى على أحد مشكلة النقل في دمشق.
الدراسات السابقة غير صالحة
بدورهم أكد المشاركون أن الدراسات السابقة المتمثلة بمخطط “إيكو شار” لعام 1968 المعمول بها، لم تعد تتوافق مع التغيرات الحاصلة، كما أن آخر مشروع جرى العمل عليه لم يكتمل أيضاً، إضافة إلى أن الدراسات التي أجرتها شركتا علمي وخطيب هي الأخرى لم تعد صالحة بعد التغيرات الكبيرة التي حدثت خلال سنوات الحرب منذ عام ٢٠١١، وإنما يمكن الاستفادة من بعض معطياتها وتوظيفها في الدراسة الجديدة لمصور عام دمشق.
وطالبوا بضرورة الإسراع في إعداد دراسة جديدة تخصصية لمصور عام جديد لمدينة دمشق والاستفادة من الدراسات السابقة ومن الخبرات والكفاءات الوطنية الموجودة للوصول إلى مخطط عصري يراعي التطورات والتغيرات الراهنة وموضوع الاستدامة البيئية وتحسين جودة الحياة في المدينة ويحافظ على طابعها التاريخي والتراثي.
وصوت المشاركون على ضرورة تخصيص مناطق خضراء، وإحداث قوانين لحمايتها من التعديات، وإشراك المجتمع والمؤسسات الأهلية في القرارات.
وفي تصريح لـ”الثورة” على هامش الجلسة أكد محافظ دمشق أن الجلسة كانت بالتشاركية مع جامعة دمشق وهي جلسة أكثر تخصصاً تركز فيها الحوار حول الهوية البصرية لمدينة دمشق، وزيادة المساحات الخضراء، والاستفادة من الموارد البشرية، ومعالجة واقع المخالفات ومشكلة النقل، وأن الهدف من الحوار هو الوصول إلى نتيجة مفيدة نعالج فيها المشكلات الموجودة.
حضر الجلسة رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان، ورئيس مجلس المحافظة المهندس محمد إياد الشمعة، ونائب رئيس المكتب التنفيذي المهندس علي المبيض، وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي.