الثورة- منهل إبراهيم:
بينما يصر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على إحباط أي اتفاق لوقف الحرب على غزة ولبنان وتبادل الأسرى مع المقاومة، يستمر الغليان في الداخل الصهيوني للضغط على نتنياهو لبلوغ وقف إطلاق النار واستعادة أسرى الاحتلال، ومع هذه الأجواء تظهر العديد من حالات الانتحار في صفوف الجنود الصهاينة.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أحبط ثلاث محاولات على الأقل للتوصل إلى اتفاق بشأن قضية الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة خلال الأشهر الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات لمسؤولين سابقين عملوا مع نتنياهو، اتهموه فيها بعدم وضع حدود لسلوكياته، مؤكدين أنه أصبح “خائفاً”، ما يعرض “إسرائيل” لخطر “السقوط إلى القاع”.
تأتي هذه الانتقادات وسط تصاعد الضغوط السياسية والشعبية على حكومة نتنياهو بسبب قراراتها الأخيرة وتداعياتها على المشهدين الداخلي والخارجي للاحتلال.
يذكر أن وزير الحرب الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، أكد بأن هناك إمكانية لعقد صفقة تبادل أسرى ووقف “العمليات العسكرية”، بالإضافة إلى الانسحاب من محور فيلادلفيا بقطاع غزة، وجاء ذلك وفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت بعد يومين من إقالته.
وفي لقاء جمعه مع عدد من عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، أكد غالانت أن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى كان ممكناً، مشيراً إلى أن أسباب رفض هذه الصفقة ليست سياسية ولاعسكرية.
تأتي تصريحات غالانت في سياق جدل داخلي حول إدارة حكومة الاحتلال للملفات الأمنية والإنسانية المتعلقة بالتصعيد الأخير في غزة.
وأضاف الوزير الصهيوني السابق أن المقترحات التي طرحها نتنياهو، والتي تشمل نفي قادة حركة “حماس” ودفع أموال مقابل الإفراج عن الأسرى المحتجزين، غير واقعية، وأشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار، الذي استشهد، رفض الصفقة مقابل نفيه.
وحث غالانت عائلات الأسرى على تعزيز علاقاتهم مع رئيس وزراء الاحتلال، مشيراً إلى أنه “يقرر كل شيء بنفسه”، ودعا إلى الدفع باتجاه تنفيذ الاتفاق، وقال غالانت إن “عدم عودة الأسرى سيكون وصمة عار على جبين إسرائيل”.
وكان نتنياهو قد أعلن إقالة غالانت، قائلاً إنه لا يثق بإدارته “للعمليات العسكرية الجارية”، وإن “أزمة الثقة التي حلت بينهما جعلت من غير الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة”.
في هذه الأثناء أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية بإقدام 6 جنود من قوات الاحتلال، شاركوا في الحرب على كل من قطاع غزة ولبنان، على الانتحار خلال الأشهر الأخيرة.
لكن هذا الرقم “هو رقم جزئي” لعدد الجنود المنتحرين، إذ إن الكيان يرفض نشر العدد الكامل لهؤلاء، أو للذين حاولوا الانتحار، بحسب ما أوضحته الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن “التعرض للأهوال والظروف القاسية تضع حداً لحياة العديد من الجنود (عبر دفعهم نحو الانتحار)”، محذّرةً من أنّ مدى الأزمة العقلية سيصبح واضحاً بعد انتهاء الحرب.
في السياق نفسه، نقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر عسكري ما كشفه بشأن حصول زيادة في عدد الجنود الذين يسعون للحصول على مساعدة في مجال الصحة العقلية، لافتاً إلى أنّ عدد هؤلاء الجنود هو بالآلاف، ومعظمهم من الذين تم إجلاؤهم مؤخراً.
يديعوت أحرونوت ذكرت أيضاً أنّه تم تسريح عدد من الجنود من كل وحدة في جيش الاحتلال تقريباً، قاتلت في قطاع غزة ولبنان، على خلفية أسباب تتعلق بالصحة العقلية، وفقاً لشهادات حصلت عليها.
وأكدت أن هناك العديد من الجنود الذين يرغبون في ترك القتال، إلا أنّهم يواجهون صعوبات بسبب نقص الجنود، والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.