«إمبراطورية» البحرين العظمى..!!

 

 

 

حفل منتدى البحرين بكل شيء يرسخ التطبيع وغاب عنه كل ما يشي بالرغبة في البحث عن حلول، وكان لافتاً أن يبحر الكثيرون في الإستراتيجيات الترويجية له، وأن يذهبوا بعيداً في تسويق مواقفهم المخزية، وأن يعبّروا عن رؤية تقترب من الأحجيات لطريقة إنجاز السلام مع الإسرائيليين!! وأن يقدموا النصائح وصولاً إلى رؤيتهم العملاقة لما أنجزه منتدى البحرين، رغم تراكم الرفض شعبياً وبعد أن بدت الاستجابة الرسمية ضحلة إلى حدود غير مسبوقة.
لن نعلّق على الكثير مما ورد على لسان البعض، بما فيه توقهم للتطبيع مع إسرائيل الذي سبق للكثيرين منهم أن عبروا عنه علانية متباهين بالدور الوظيفي المفصل على مقاسهم الذي لعبوه منذ وعد بلفور إلى صفقة القرن، دون أن ننسى لمَ كانت البحرين بيت المنتدى دون سواها من المشيخات الأخرى والتي تنظر لها بعين الحسد والغيرة!!
الشيء الذي توقفنا عنده ويحتاج إلى الكثير من النقاش هو اللهجة الواثقة التي خرج بها الوزير البحريني، وكأنه صاحب قرار فيما يفعله، أو صاحب رأي فيما يقوله، باعتبار أن «الإمبراطورية» البحرينية العظمى التي لا تكاد الخريطة تلحظها تحتاج إلى سنين ضوئية طويلة كي تصل إلى عتبة دولة!!
ما يدهش في المسألة أن هؤلاء لم ينسوا في غمرة ابتهاجهم وغبطتهم بلقاء الإسرائيليين، أن يحمّلوا إيران مسؤولية عدم إنجاز السلام الموعود، الذي ينتظرونه هم والزمر الحاكمة في كثير من المشيخات، والأدهى أن يفوّضوا أنفسهم في تشريع الدفاع عن النفس لتبرير عدوان إسرائيلي صريح، مدان من كل العالم على سورية.
ليعذرنا الجميع في هذه على الأقل، فتبرير العدوان الإسرائيلي من الكبائر، ومن غير المسموح لأحد الحديث فيما لا يخصّه ولا يعنيه، وأن يتبجح بما يفوق طاقته ومعرفته وقامته، وأن يكون عوناً للاحتلال في تهويد القضية والأرض والأوطان.
فإذا كانوا يسترضون إسرائيل بذلك، فهي لا تحتاج لهذا الاسترضاء، وقد بالغت المشيخات في ذلك، ولن تضيف إلى رصيدها السياسي ما يشفع لها حين تنتهي الحاجة لدورها الوظيفي البخس، وإذا كانوا يريدون أن يعلنوا اصطفافهم إلى جانب إسرائيل في عدوانها، فقد سبق لهم أن أعلنوا ذلك غير مرة، وإذا كانوا يبغون أن يضيفوا إلى دورهم الوظيفي فقد أخطؤوا في العنوان، وغالطوا في التاريخ، وكذبوا في السياسة، وخانوا القضية، وارتضوا دوراً قزماً لا يشبه شعوبهم في شيء.
لا يشفع لهم التزلف للإسرائيليين تطاولهم على الحقوق العربية، ولا يبرر دورهم الوظيفي وتباهيهم عند الأميركيين خروجهم الفظ على مسلمات التاريخ والحقوق أن يتحولوا إلى أداة رخيصة وجسر يحاول أن يسوّغ خيانة موصوفة في شكلها ومضمونها، وأن يكونوا على مقاس عمالتهم التي فاضت عن حاجة الأميركي كما زادت على متطلبات الإسرائيلي..!!

بقلم رئيس التحرير عـلــي قـاسـم
a.ka667@yahoo.com

التاريخ: الجمعة 28-6-2019
رقم العدد : 17011

آخر الأخبار
الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية